وقال بعضهم الوجه وجه عيسى عليه السلام والبدن بدن صاحبنا وقال من سمع منه ان الله يرفعني إلى السماء رفع إلى السماء وقال قوم صلب (١) الناسوت وصعد اللاهوت ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ ولكنهم يتبعون الظنّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً قتلاً يقيناً كما زعموه أو تأكيد لنفي القتل يعني حقاً.
(١٥٨) بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ رد وإنكار لقتله واثبات لرفعه.
في الفقيه عن السجّاد عليه السلام : ان لله بقاعاً في سماواته فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به إليه ألا تسمع الله يقول في قصة عيسى بن مريم بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ.
القمّيّ رفع وعليه مدرعة من صوف.
والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام قال : رفع عيسى بن مريم بمدرعة صوف من غزل مريم ومن نسج مريم ومن خياطة مريم فلما انتهى إلى السماء نودي يا عيسى الق عنك زينة الدنيا.
وفي الإكمال عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم : أن عيسى بن مريم أتى إلى بيت المقدس فمكث يدعوهم ويرغبهم فيما عند الله ثلاثة وثلاثين سنة حتّى طلبته اليهود وادعت أنّها عذبته ودفنته في الأرض حياً وادعى بعضهم أنهم قتلوه وصلبوه وما كان الله ليجعل لهم سلطاناً عليه وإنّما شبه لهم وما قدروا على عذابه ودفنه ولا على قتله وصلبه لأنّهم لو قدروا على ذلك لكان تكذيباً لقوله ولكن رفعه الله إليه بعد أن توفاه وقد سبق صدر هذا الحديث في سورة آل عمران وَكانَ اللهُ عَزِيزاً لا يغلب على ما يريده حَكِيماً فيما دبر لعباده
(١٥٩) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ قيل يعني ما من اليهود والنصارى أحد إلّا ليؤمنن بأن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله قبل أن يموت ولو حين تزهق روحه ولا ينفعه إيمانه وبه رواية عنهم عليهم السلام وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ
__________________
(١) قوله صلب الناسوت : يعني في عالم الناسوت وصعد إلى عالم اللاهوت.