والقمّيّ ما يقرب منه قال وفي حديث آخر في تفسيرها : إن جاءك رجل وقال فيك ما ليس فيك من الخير والثناء والعمل الصالح فلا تقبله منه وكذبه فقد ظلمك.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام : أنه الضيف ينزل بالرجل فلا يحسن ضيافته فلا جناح عليه أن يذكر سوء ما فعله.
والعيّاشيّ عنه عليه السلام : في هذه الآية من أضاف قوماً فأساء ضيافتهم فهو ممن ظلم فلا جناح عليهم فيما قالوا فيه.
وعنه عليه السلام : الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ أن يذكر الرجل بما فيه وَكانَ اللهُ سَمِيعاً لما يجهر به من سوء القول عَلِيماً بصدق الصادق وكذب الكاذب فيجازي كلًّا بعمله.
(١٤٩) إِنْ تُبْدُوا خَيْراً تظهروا طاعة وبراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ مع قدرتكم على الانتقام من دون جهر بالسوء من القول وهو المقصود ذكره وما قبله تمهيد له ولذا رتب عليه قوله فَإِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً لم يزل يكثر العفو عن العصاة مع كمال قدرته على الانتقام وهو حث للمظلوم على العفو بعد ما رخص له في الانتصار حملاً على مكارم الأخلاق.
(١٥٠) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ بأن يؤمنوا بالله ويكفروا برسله وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ نؤمن ببعض الأنبياء ونكفر ببعض كما فعلته اليهود صدّقوا موسى (ع) ومن تقدمه من الأنبياء وكذبوا عيسى ومحمّداً (ع) وكما فعلت النصارى صدقوا عيسى ومن تقدمه وكذبوا محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلم وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ بين الإِيمان والكفر سَبِيلاً طريقاً الى الضلالة مع ان الإِيمان بالله لا يتمّ إلّا بالايمان برسله كلهم وتصديقهم فيما بلغوا عنه كله فالكافر ببعض ذلك كافر بالكل فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ.
(١٥١) أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ الكاملون في الكفر حَقًّا تأكيد لئلا يتوهم ان قولهم نؤمن ببعض يخرجهم عن حيز الكفّار وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً يهينهم ويذلهم.