النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو فقال كذبوا لعنهم الله ان الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلّا هو قيل وفيهم قوم يزعمون أن الحسين بن علي صلوات الله عليهما لم يقتل وأنّه القي شبهة على حنظلة بن سعد الشاميّ وأنّه رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم عليه السلام ويحتجون بهذه الآية وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً فقال كذبوا عليهم غضب الله ولعنته وكفروا بتكذيبهم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم في إخباره بأن الحسين عليه السلام سيقتل والله لقد قتل الحسين بن علي صلوات الله عليهما وقتل من كان خيراً من الحسين أمير المؤمنين والحسن بن عليّ عليهما السلام وما منا الا مقتول واني والله لمقتول باغتيال (١) من يغتالني أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من رسول الله أخبره به جبرئيل عن ربّ العالمين. فاما قوله عزّ وجلّ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً فانه يقول لن يجعل الله لكافر على مؤمن حجة ولقد أخبر الله تعالى عن كفّار قتلوا نبيين بغير حقّ ومع قتلهم إياهم لن يجعل الله لهم على أنبيائه سبيلاً من طريق الحجة.
(١٤٢) إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ مضى تفسيره في أول سورة البقرة وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى متثاقلين كالمكره على الفعل وقرئ كَسَالَى بالفتح يُراؤُنَ النَّاسَ ليخالوهم مؤمنين وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً إذ المرائي لا يفعل الا بحضرة من يرائيه.
في الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام : من يذكر الله في السر فقد ذكر الله كثيراً ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال الله عزّ وجلّ يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً.
(١٤٣) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ مرددين بين الإِيمان والكفر من الذبذبة وهو جعل الشيء مضطرباً وأصله الذب بمعنى الطرد وقرئ بكسر الذال بمعنى يذبذبون قلوبهم أو دينهم لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ لا يصيرون إلى المؤمنين بالكلية ولا إلى الكافرين كذلك يظهرون الإِيمان كما يظهره المؤمنون ولكن لا يضمرونه كما يضمرون
__________________
(١) غاله الشيء واغتاله إذا أخذه من حيث لم يدر إلى أن قال واغتاله قتله غيلة (ص)