وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه في حديث يذكر فيه أحوال أهل الموقف : فيقام الرسل فيسألون عن تأدية الرسالات التي حملوها إلى أممهم فأخبروا انهم قد أدوا ذلك إلى أممهم وتسأل الأمم فيجحدون كما قال الله فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ فيقولون ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فيستشهد الرسل رسول الله فيشهد بصدق الرسل ويكذب من جحدها من الأمم فيقول لكل أمة منهم بلى قد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير أي مقتدر على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل إليكم رسالاتهم ولذلك قال الله تعالى لنبيه صلّى الله عليه وآله وسلم فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً فلا يستطيعون ردّ شهادته خوفاً من أن يختم الله على أفواههم وأن يشهد عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون ويشهد على منافقي قومه وأمته وكفّارهم بالحادهم وعنادهم ونقضهم عهده وتغييرهم سنته واعتدائهم على أهل بيته وانقلابهم على أعقابهم وارتدادهم على ادبارهم واحتذائهم في ذلك سنة من تقدمهم من الأمم الظالمة الخائنة لأنبيائها فيقولون بأجمعهم رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ.
أقول : نزول الآية في هذه الأمة لا ينافي عموم حكمها فلا تنافى بين الروايتين وقد مضى تمام الكلام في هذه في سورة البقرة عند قوله سبحانه وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ.
(٤٢) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً.
العيّاشيّ عن الصادق عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة يصف فيها هول يوم القيامة : ختم على الأفواه فلا تكلم وتكلمت الأيدي وشهدت الأرجل وأنطقت الجلود بما عملوا ف لا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً.
والقمّيّ قال يتمنى الذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السلام أن تكون الأرض تبلعهم في اليوم الذي اجتمعوا فيه على غصبه وان لم يكتموا ما قاله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فيه.