صار موجاً ثمّ أزبد فصار زبداً واحداً فجمعه في موضع البيت ثمّ جعله جبلاً من زبد ثمّ دحى الأرض من تحته وهو قول الله تعالى إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وزاد في الفقيه : فأوّل بقعة خلقت من الأرض الكعبة ثمّ مدّت الأرض منها.
وفيه : أنَّ الله اختار من كل شيء شيئاً اختار من الأرض موضع الكعبة.
وفي العلل عن الصادق عليه السلام : انّما سمّيت مكّة بكّة لأنّ الناس يبكّون فيها يعني يزدحمون.
وفي رواية أخرى : لبكاءِ الناس حولها وفيها وقيل لأنّها تبك أعناق الجبابرة يعني تدقّها.
وعنه عليه السلام : موضع البيت بكّة والقرية مكّة.
وعن الباقر عليه السلام : انّما سمّيت مكّة بَكّةَ لأنّه يبكّ بها الرجال والنّساء والمرأة تصلي بين يديك وعن يمينك وعن شمالك وعن يسارك ومعك ولا بأس بذلك لأنّه انّما يكره في ساير البلدان.
وفي الخصال عن الصادق عليه السلام : اسماء مكّة خمسة أم القرى ومكّة وبكّة والبسّاسة (١) إذا ظلموا بها بستّهم أي أخرجتهم وأهلكتهم وأمّ رُحم كانوا إذا لزموها رحموا ومثله في الفقيه مرسلاً ..
وفيه عن الصّادق عليه السلام قال : انّ الله عزّ وجلّ أنزله لآدم من الجنة وكانت درّة بيضاء فرفعه الله إلى السماء وبقي اسّه وهو بحيال هذا البيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبداً فأمر الله عزّ وجلّ إبراهيم وإسماعيل لبنيان البيت على القواعد.
__________________
(١) وفي رواية الكافي : كانت تسمى بكة لأنّها تبك أعناق الباغين إذا بغوا فيها والعيّاشيّ عن الصادق (ع): سميت بكة لأن الناس يبك بعضهم بعضاً بالأيدي وعن الباقر (ع): أن بكة موضع البيت ومكّة جميع ما اكتنفه الحرم والبس بالموحدة الطم وبالنون الطرد ، ويروى بهما ، والرحم بالضم الرحمة قال الله تعالى : وَأَقْرَبَ رُحْماً وربما يحرك (منه ره)