وصيه وستنصرونه جميعاً وان الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم بنصرة بعضنا لبعض فقد نصرت محمّداً وجاهدت بين يديه وقتلت عدوّه ووفيت لله بما أخذ عليّ من الميثاق والعهد والنصرة لمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلم ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله وذلك لما قبضهم الله إليه وسوف ينصروني ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها وليبعثهم الله أحياء من آدم إلى محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم كل نبي مرسل يضربون بين يدي بالسيف هام الأموات والأحياء والثقلين جميعاً فيا عجبا وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبّون زمرة زمرة بالتلبية لبيك لبيك يا داعي الله قد اظلوا بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم يضربون بها هام الكفرة وجبابرتهم واتباعهم من جبابرة الأولين والآخرين حتّى ينجز الله ما وعدهم في قوله عزّ وجلّ (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحداً في عبادتي ليس عندهم تقيّة وإن لي الكرة بعد الكرة والرجعة بعد الرجعة وانا صاحب الرجعات والكرات وصاحب الصولات والنقمات والدولات العجيبات وانا قرن من حديد. الحديث (١) بطوله.
قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي أي عهدي : قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ القمّيّ عن الصادق عليه السلام : قال لهم في الذرّ أَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي أي عهدي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ الله للملائكة فَاشْهَدُوا.
وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام : قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وأختم العهد بذلك على أممكم قالُوا أي قال الأنبياء وأممهم أَقْرَرْنا بما أمرتنا بالإقرار به قالَ
__________________
(١) القمّيّ هذه الآية مع الآية التي في سورة الأحزاب وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ والآية التي في سورة الأعراف وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وقد كتب هذه الثلاث آيات في ثلاث سور (منه قدس سره)