بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ يعني بعيسى كما يأتي عن قريب وَسَيِّداً يسود قومهم ويفوقهم وكان فائقاً للناس كلهم في أنّه ما همّ بمعصية.
وفي تفسير الإمام عليه السلام : يعني رئيساً في طاعة الله على أهل طاعته.
وَحَصُوراً مبالغاً في حصر النفس عن الشهوات والملاهي ، روي : انه مر في صباه بصبيان فدعوه إلى اللعب فقال ما للعب خلقت.
وعن الصادق عليه السلام : هو الذي لا يأتي النساء ويأتي ذكر الروايتين في سورة مريم إن شاء الله وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ كائناً من عدادهم أو ناشئاً منهم.
في تفسير الإمام عند قوله : وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ ما الحق الله صبياناً برجال كاملي العقول الا هؤلاء الأربعة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام ثمّ ذكر قصتهم ثمّ قال وكان أول تصديق يحيى بعيسى ان زكريا كان لا يصعد إلى مريم في تلك الصومعة غيره يصعد إليها بسلم فإذا نزل اقفل عليها ثمّ فتح لها من فوق الباب كوة صغيرة يدخل عليها منها الريح فلما وجد مريم وقد حبلت ساءه ذلك وقال في نفسه ما كان يصعد إلى هذه أحد غيري وقد حبلت والآن افتضح في بني إسرائيل لا يشكون انّي أحبلتها فجاء إلى امرأته وقال لها ذلك فقالت يا زكريا لا تخف فان الله لن يصنع بك الا خيراً فأتني بمريم انظر إليها وأسألها عن حالها فجاء بها زكريا إلى امرأته فكفى الله مريم مؤنة الجواب عن السؤال ولما دخلت إلى أختها وهي الكبرى ومريم الصغرى لم تقم إليها امرأة زكريا فاذن الله تعالى ليحيى وهو في بطن أمه فنحس بيده في بطنها وأزعجها وناداها يا أمّة تدخل إليك سيدة نساء العالمين مشتملة على سيدة رجال العالمين فلا تقومين لها؟ فانزعجت وقامت إليها وسجد يحيى وهو في بطن أمه لعيسى بن مريم فذلك كان أول تصديقه له فذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في الحسن والحسين عليهما السلام انهما سيدا شباب أهل الجنة الا ما كان من ابني الخالة عيسى ويحيى.