الذين من بعدهم وقال فنحن الذين آمنّا وهم الذين كفروا.
وفي رواية قال : فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله عزّ وجلّ وبالنبي صلّى الله عليه وآله وسلم وبالكتاب وبالحق فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا وشاء الله قتالهم بمشيئته وإرادته.
(٢٥٤) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وقرئ بالفتح فيها اجمع أي من قبل أن يأتي يوم لا تقدرون على تدارك ما فرطتم والخلاص من عذابه إذ لا بيع فيه فتحصّلون ما تنفقونه وتفتدون به من العذاب ولا خلة حتّى يعينكم عليه اخلّاؤكم أو يسامحونكم به لأن الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ولِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ولا شفاعة الا لمن أذن له الرحمن ورضي له قولاً حتّى تتكلموا على شفعاء تشفع لكم في حظ ما في ذممكم ويحتمل أن يكون المراد به يوم الموت كما مرّ في قوله عزّ وجلّ وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وهو أظهر وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ حيث بلغ ظلمهم بأنفسهم الغاية وبلغ حرمانهم هذه الأمور النهاية وهذا كما يقال فلان هو الفقيه في البلد يراد تقدّمه على غيره.
(٢٥٥) اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ هو المستحق للعبادة لا غير الْحَيُ العليم القدير الْقَيُّومُ الدائم القائم القيام بتدبير الخلق وحفظه من قام به إذا حفظه لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ نعاس وهو الفتور الذي يتقدّم النوم وَلا نَوْمٌ بالطريق الأولى وهو تأكيد للنوم المنفي ضمناً والجملة نفي للتشبيه وتأكيد لكونه حياً قيوماً.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : انه رأى جالساً متوركاً برجله على فخذه فقيل له هذه جلسة مكروهة فقال لا إن اليهود قالت ان الرب لما فرغ من خلق السماوات والأرض جلس على الكرسيّ هذه الجلسة ليستريح فأنزل الله : اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يملكهما ويملك تدبيرهما تأكيد لقيموميّته واحتجاج على تفرده بالألوهية والمراد بما فيهما ما وجد فيهما داخلاً في حقيقتهما أو خارجاً عنهما متمكناً فيهما.