وفي المجمع اختلفت العامّة في اسم هذا الرجل ثمّ ذكر قصته عنهم بنحو آخر قال : فقال عمر يا رسول الله اعتذر إليك من مثله رجعت إلى أهلي بعد ما صلّيت العشاء فأتيت امرأتي وقام رجال فاعترفوا بمثل الذي سمعوا فنزلت ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ بيان لآخر وقت الصيام وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ معتكفون فيها والاعتكاف أن يحبس نفسه في المسجد الجامع للعبادة تِلْكَ أي الأحكام التي ذكرت حُدُودُ اللهِ حرمات الله ومناهيه فَلا تَقْرَبُوها في الحديث النبوي الشريف : أن لكل ملك حمىً وان حمى الله محارمه فمن وقع حول الحمى يوشك أن يقع فيه كَذلِكَ مثل ذلك التّبيين يُبَيِّنُ اللهُ آياتِهِ حججه ودلائله لِلنَّاسِ على ما أمرهم به ونهاهم عنه لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ مخالفة أوامره ونواهيه.
(١٨٨) وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ لا يأكل بعضكم مال بعض بِالْباطِلِ بالوجه الذي لا يحل ولم يشرعه الله.
وفي المجمع عن الباقر : يعني بالباطل اليمين الكاذبة يقتطع به الأموال.
وفي الفقيه والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل الرّجل منا يكون عنده الشيء يبتلغ به وعليه الدين أيطعمه عياله حتّى يأتيه الله تعالى بميسرة فيقضي دينه أو يستقرض على ظهره في خبث الزمان وشدة المكاسبة أو يقبل الصدقة فقال يقضي بما عنده دينه ولا يأكل أموال الناس الا وعنده ما يؤدي إليهم ان الله عزّ وجلّ يقول وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ عطف على المنهيّ أو نصب بإضمار ان ، والأدلاء الإلقاء أي ولا تلقوا أمرها والحكومة فيها إلى الحكام لِتَأْكُلُوا بالتحاكم فَرِيقاً طائفة مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ بما يوجب إثماً كشهادة الزّور واليمين الكاذبة أو بالصلح مع العلم بأن المقضي له ظالم وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنكم مبطلون.
في الكافي والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال : إن الله عز وجل قد علم أن في الأمة حكّاماً يجورون اما إنّه لم يعن حكام أهل العدل ولكنه عنى حكام أهل الجور.