السلام : نشدتك بالله يا قتادة هل تعلم أنّه قد يخرج الرجل من بيته بزاد وراحلة وكرى حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟ قال قتادة : اللهمّ نعم. فقال أبو جعفر عليه السلام ويحك يا قتادة إن كنت إنّما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت وإن كنت أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكرى حلال يؤم هذا البيت عارفاً بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله تعالى : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) ولم يعن البيت (١) فيقول إليه فنحن والله دعوة إبراهيم «ع» التي من هوانا قلبه قبلت حجته وإلّا فلا ، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمناً من عذاب جهنم يوم القيامة ، قال : قتادة لا جرم والله لا فسرتها إلّا هكذا. فقال أبو جعفر عليه السلام : ويحك يا قتادة إنّما يعرف القرآن من خوطب به.
أقول : هكذا وجدنا هذا الحديث في نسخ الكافي ويشبه أن يكون قد سقط منه شيء وذلك لأن ما ذكره قتادة لا تعلق له بقوله تعالى : (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) لأنّه ما ذكر فيه اين هي من الأرض وإنّما يتعلق بقوله : (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) وكذلك ما قاله الإمام عليّ ، وفيما ورد عن الصادق عليه السلام من سؤال تفسير الآيتين عن أبي حنيفة دلالة أيضاً على ما ذكرناه من السقوط وهو ما رواه في علل الشرائع بإسناده عنه عليه السلام : أنّه قال لأبي حنيفة : انت فقيه أهل العراق؟ فقال : نعم. قال : فيم تفتيهم؟ قال : بكتاب الله تعالى وسنة نبيه. قال : يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حقّ معرفته وتعرف الناسخ من المنسوخ؟ فقال : نعم. فقال : يا أبا حنيفة لقد ادعيت علماً ويلك ما جعل الله ذلك الا عند أهل الكتاب الذي أنزله عليهم ، ويلك وما هو الا عند الخاص من ذرّية نبيّنا وما أراك تعرف من كتابه حرفاً فإن كنت كما تقول ولست كما تقول فأخبرني عن قول الله تعالى : (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) أين
__________________
(١) أي لم يعن البيت فيقول مكان تهوى إليهم تهوى إليه بل عني إياهم. فقال : تَهْوِي إِلَيْهِمْ أي أهل البيت عليهم السلام «منه قده».