(١٦٢) خالِدِينَ فِيها في اللعنة في نار جهنم لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ يوماً ولا ساعة وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ يمهلون.
(١٦٣) وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ قيل أي المستحق منكم للعبادة واحد لا شريك له يصحّ أن يعبد أو يسمى إلهاً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ تقرير للوحدانية وإزاحة لأن يتوهم ان في الوجود إلهاً ولكن لا يستحق منهم العبادة الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ كالحجة عليها.
(١٦٤) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بلا عمد من تحتها يمنعها من السقوط ولا علاقة من فوقها تحبسها من الوقوع عليكم وأنتم أيها العباد والإماء اسرائي في قبضتي الأرض من تحتكم لا منجى لكم منها أين هربتم والسماء من فوقكم لا محيص لكم عنها اين ذهبتم فان شئت أهلكتكم بهذه وإن شئت أهلكتكم بتلك ثمّ ما في السماوات من الشمس المنيرة في نهاركم لتنشروا في معايشكم ومن القمر المضيء في ليلكم لتبصروا في ظلمتها وألجأتكم بالاستراحة في الظلمة إلى ترك مواصلة الكدّ الذي ينهك أبدانكم وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ المتتابعين الكارين عليكم بالعجائب التي يحدثها ربكم في عالمه من إسعاد واشقاء وإعزاز وإذلال وإغناء وإفقار وصيف وشتاء وخريف وربيع وخصب وقحط وخوف وأمن وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ التي جعلها الله مطاياكم لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً ولا تقتضيكم علفاً ولا ماء وكفاكم بالرياح مئونة تسييرها بقواكم التي كانت لا تقوم بها لو ركدت عنها الرياح لتمام مصالحكم ومنافعكم وبلوغكم الحوائج لأنفسكم وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ وابلاً وهطلاً ورذاذاً لا ينزل عليكم دفعة واحدة فيغرقكم ويهلك معايشكم لكنه ينزل متفرقاً من علاء حتّى يعم الأوهاد والتلال والتلاع فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها فيخرج نباتها وحبوبها وثمارها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ منها ما هي لأهلكم ومعايشكم ومنها سباع ضارية حافظة عليكم أنعامكم لئلا تشذّ عليكم خوفاً من افتراسها لها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ المربية لحبوبكم المبلّغة لثماركم النافية لركود الهواء والإقتار عنكم ، وقرئ بتوحيد : الريح وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ المذلّل الواقف بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ يحمل أمطارها ويجري بإذن الله ويصبّها حيث يؤمر لَآياتٍ دلائل واضحات لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ يتفكرون فيها بعقولهم.