نفسي قسماً حقاً أن لا أُخيب بهم أملاً ولا أرد بهم سائلاً فلذلك حين زلت منه الخطيئة دعا الله عزّ وجلّ بهم فتيب عليه وغفرت له. فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ في المعاني عن الرضا عليه السلام : كان اسمه الحارث سمي إبليس لأنّه أبلس من رحمة الله. أَبى وَاسْتَكْبَرَ أخرج ما كان في قلبه من الحسدِ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ. في العيون عن أمير المؤمنين عليه السلام : أنه أول من كفر وأنشأ الكفر.
والعيّاشي عن الصادق عليه السلام : مثله. والقمّيّ عنه عليه السلام : الاستكبار هو أول معصية عُصِيَ الله بها. قال عليه السلام : فقال إبليس ربّ اعفني من السجود لآدم وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل فقال جل جلاله لا حاجة لي في عبادتك إنّما عبادتي من حيث أُريد لا من حيث تريد.
(٣٥) وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ في الكافي والعلل والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : أنّها كانت من جنان الدنيا يطلع فيها الشمس والقمر ولو كانت من جنان الخلد ما خرج منها أبداً ، وزاد القمّيّ : ولم يدخلها إبليس. وَكُلا مِنْها رَغَداً واسعاً حَيْثُ شِئْتُما بلا تعب. وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ العيّاشي عن الباقر عليه السلام : يعني لا تأكلا منها قيل وإنّما علّق النّهي بالقرب الذي هو من مقدمات التناول مبالغة في تحريمه ، ووجوب الاجتناب عنه وتنبيهاً على أن القرب من الشيء يورث داعية وميلاناً يأخذ بمجامع القلب ويلهيه عمّا هو مقتضى العقل والشرع.
وفي تفسير الإمام : أنّها شجرة علم محمّد وآل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم آثرهم الله تعالى بها دون سائر خلقه لا يتناول منها بأمر الله الا هم ومنها ما كان يتناوله النبيّ صلّى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام بعد إطعامهم المسكين واليتيم والأسير حتّى لم يحسوا بعد بجوع ولا عطش ولا تعب ولا نصب وهي شجرة تميّزت من بين سائر الأشجار بأنّ كلّا منها إنّما يحمل نوعاً من الثمار وكانت هذه الشجرة وجنسها تحمل البرّ والعنب والتين والعنّاب وسائر أنواع الثمار والفواكه والأطعمة فلذلك اختلف الحاكون بذكرها ، فقال بعضهم : برّة ، وقال آخرون : هي عنبة ، وقال آخرون : هي عنّابة وهي الشجرة التي من