وتقع شمال ـ شرق
جبل شمّر في مكان آخر ، يصفه هماكر على النحو الآتي بالاستناد إلى قاموس عربي قديم
" الدهناء الواقعة في أراضي تميم تمتد من حران Haran
حتى رمل يبرين". إنها من أخصب مراعي الله بالرغم من افتقارها للماء.
ولكن عند ما تكتسي
الأرض بالخضرة في الربيع ، يقيم العرب فيها تجمعا كبيرا ويقولون إن هواءها صاف جدا
وإن أحدا لا يصاب فيها بالحمّى إلخ ... هذه مسألة احتفظ لنفسي بمعالجتها لاحقا.
لم نحثّ الجمال
ولم نقطع في اليوم الأول سوى ٢٢ ميلا في عشر ساعات سير. لأننا لم نكن في عجلة من
أمرنا ، وعلى الرغم من الريح الشرقية فقد كانت الحرارة محتملة جدا بفضل نسمة خفيفة
ظلت تنفح كل النهار. فقد كان مشهد النفود جديدا وغريبا وقد وجدته ساحرا.
في اليوم التالي ،
وصلنا إلى وادي شقيق في التاسعة. اذ انطلقنا منذ الثالثة والنصف للاستفادة من
برودة الصباح.
يتراوح عرض وادي
شقيق ما بين كيلومتر وكيلومترين وحركة أرضه مضطربة جدا وقعره حجر ومنخفض عن مستوى
النفود بمسافة ٤٠ إلى ٥٠ مترا. في بعض الأماكن من مجرى النهر ، يبرز الصخر وفي
أماكن أخرى تتكون الأرض من شظايا صغيرة من صوانات قداحات البندقية (صوان عسقلي)
وتتناوب التلال الحجرة مع تلال من رمل النفود. وبقدر ما سمح لي مظهر الأرض بتكوين
رأي ، فلا بد أن يكون وادي شقيق يستقبل جزءا كبيرا من مياه النفود المحيط ، مشكلا
نوعا ما قمعا للآبار التي تحمل الاسم نفسه وربما أيضا لآبار الزهيري El Zehry.
وصلنا إلى بئري
الزهيري في الحادية عشرة. وبالرغم من قطرهما الذي يجاوز المترين ، فإن نور النهار
لا يصل إلى قعرهما ولم نتمكن من رؤيته. وقبل إنزال السطل والحبال ، رمى محارب حجرا
للتأكد من وجود الماء في البئرين فرد صوتا أصمّ. والحجر الثاني والثالث والرابع
أعطت النتيجة إياها في البئرين. لقد امتلآ بالرمل بفعل هبوب الريح. وبعد ما تأكدنا
تماما من ذلك غادرناهما متجهين نحو الغرب ، فوصلنا بعد ساعتين إلى بئري الشقيق
وكان فيهما ماء.
__________________