انطلقنا في
السابعة صباحا ، ووصلنا بعد ثلاث ساعات من السير إلى وادي المعشر الذي ينبع على
مسافة خمسة أميال تقريبا جنوبي ـ شرقي طريقي ويصب في وادي حوران.
قبل الوصول إلى
وادي المعيشر ، صادفت على جانبي الطريق بقايا جدارين حاجزين مماثلين للجدران التي
رأيتها على درب زبيدة في الجنوب وهو أمر لافت. وتمكنت من تتبع هذين الجدارين مسافة
كيلومترين تقريبا.
بعد مغادرة وادي
المعشر بساعتين ونصف الساعة خيمنا في وادي حوران قرب آبار عيور ، تقع أطلال قصر
عيور على الضفة اليمنى من الوادي ، ولكن لم يعد يتجاوز ارتفاع جدرانه مترا واحدا.
ولا يزال الباب المقبب هو أيضا منتصبا.
إن آبار عيور
البالغ عددها ١٢ تقع في مجرى الوادي قرب الضفة اليمنى. سبع منها ردمت. وقد حفرت في
الحصى وسندت جدرانها بكتل كبيرة من الحجر المبروم استخرجت من الوادي نفسه. وتقع المياه
الطيبة جدا على عمق أربعة أمتار.
على الضفة الثانية
وقبالة قصر عيور ، أطلال قبر كما تظهر قبور من حولها على مساحة كبيرة. هذا المكان
هو موقع أضرحة الصلب الذين يملكون أيضا الآبار.
ان بداية وادي
حوران تقع بحسب أقوال رجالي ، على مسافة أربعة أو خمسة أيام سير إلى جنوب ـ غربي
عيور أي على بعد ٢٠٠ كيلومتر تقريبا ومصبه في الفرات على بعد ثلاثة أو أربعة أيام
من السير انطلاقا من النقطة نفسها. وكانت معلومات أخرى قد أعطتني أرقاما أدنى.
أفراد قبيلة الصلب من شمال شرق النفود قالوا لي جميعهم إن طول وادي حوران الكامل
لا يتجاوز ستة إلى سبعة أيام سير. وعرب من قبيلة العمارات Amarrat
شرقي كربلاء أعطوني ارقاما مماثلة تقريبا. واعترف بأن هذه المعلومات الأخيرة قد
أثرت علي لدى تحديد الرسم وإنني لم أجرؤ على اتباع مؤلف الخريطة المرفقة برحلة
الليدي آن بلانت ، والذي يسجل رأس الوادي بالدرجة ـ ٣٦ ، ٧ على خط الطول شرقا. أي
بزيادة درجة إلى الغرب مني.
بالاستناد إلى
الورقةV من خريطة مجرى الفرات التي وضعها
الكولونيل شسني Chesney ، فإن مصب وادي حوران يقع على مسافة
خمسة وعشرين ميلا إنكليزيا ، شمالا ـ ٣٧ درجة غربا من عانا.
في عيور تختفي
ضفاف الوادي ويمتلىء مجراه بحصى كبيرة وبحصى وكتل مبرومة مما يشير إلى نظام سيلي
أحيانا.