خط العرض نفسه
الذي يبدأ منه جبل عوارة ، تمتد إلى داخل شبه جزيرة سيناء بين البحر الأحمر غربا
وعرب شرارات شرقا. كانوا فيما مضى أثرياء وأقوياء إلا أنهم خسروا كل خيلهم في
أعقاب الغزو الذي شنه عليهم عام ١٨٥٣ عرب جازي Gazy.
منذ ذلك الحين لم يعد بإمكانهم القيام بحملة حربية وأصبحوا فقراء. ولأنهم لا
يسكنون إلا المناطق الجبلية ، ليس لديهم سوى بضعة جمال ، ما يكفيهم لنقل خيامهم. تتمثل
كامل ثروتهم بالماعز ولكنهم لا يحبون لحمه بسبب رائحته الكريهة. مراعيهم كلها في
الجبال. ولديهم ماء وفير.
فيما يلي أسماء
قبائلهم : الموعيب ـ الفواضلة ـ الحروفا ـ السهامة ـ الفريعا ـ الحمران ـ الرموت
ـ الهمور ـ المعاقلة ـ الوحشي ـ الوبصة ـ الجبالة ـ العردات.
شهرة شيخهم هو ابن
رفادة.
ما كان بإمكاني
الحصول إلا على معلومات متناقضة جدا بشأن تعداد البلي لأن احدا لا يدخل ابدا
جبالهم. إلا أنني أعتقد أن التقدير الأصح هو أنهم يملكون ما بين ٤٠٠ و ٦٠٠ خيمة.
ومع أنني لم أستطع
معرفة أي شيء مؤكد بهذا الصدد ، غير أنني أعتقد ان جبال بلي التي تحتوي على الكثير
من الغدران أو خزانات الماء لا بد أنها تخفي نقوشا كثيرة وربما بقايا صروح معاصرة
لصروح الحجر والعلا التي أنتجتها حضارة واحدة. وأي بعثة ترسل إلى هناك لا بد ان
تعثر على مواد مثيرة للاهتمام.
بعد يومين من
وصولي استطعت الذهاب إلى آثار العلا القديمة ، وبهذه المناسبة ثبت لي مجددا أن
البلد غير آمن. ومع أن مسافة كيلومترين فقط تفصل المدينتين ، إلا أن محمد سعيد لم
يسمح لي بالذهاب إلا برفقة تسعة من السكان مسلحين جميعا بالبنادق وانضم هو بنفسه
إليهم.
الآثار التي تحمل
اليوم اسم ناقة صالح أو حلوية العالية الحديثين ، تقع على تلة صغيرة شمالي العلا
ولم تعد سوى كومة لا شكل لها من الحجارة المقصّبة والمنحوتة. لا أثر لجدار واحد
قائم ولكن لم يزل بالإمكان تتبع حدود بعض الصروح التي باتت أساساتها بمستوى الأرض.
وثمة حطام أعمدة وقرميد مزخرف.
__________________