الطريحي : انه صاحب كتاب الرجال المشهور ، سمع كثير من ابي عبد الله المفيد (١).
وكان الشيخ المفيد قد احتل موقعا علميا واجتماعيا كبيرين بمدينة بغداد ، بحيث ان وفاته عام ٤١٣ هـ كان لها في نفوس الناس وقع اليم ، وقد وصف الشيخ الطوسي تشييعه بقوله : «لم ار اعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه ، وكثرة البكاء من المخالف والموافق» (٢). وقد صلى على جثمانه الشريف المرتضى في ميدان الاشنان حتى ضاق على الناس مع كبره ، ثم دفن في داره بالكرخ من بغداد. وبعد سنتين نقل الى مقابر قريش ودفن بالقرب من مرقد الامام ابي جعفر محمد الجواد عليه السلام الى جانب قبر شيخه ابن قولويه (٣).
وقد رثاه الشريف المرتضى بقوله (٤) :
من لفضل اخرجت منه خبيثا |
|
ومعان فضضت عنها ختاما |
من ينير العقول من بعدما كنا |
|
همودا ويفتح الافهاما |
من يعير الصديق رأيا اذا ما |
|
في الخطوب كان حماما |
والشيخ المفيد على مكانته العلمية والفكرية العالية والتي عليها اجماع الباحثين والمؤلفين ، نجد الخطيب البغدادي يشذ عن هؤلاء وهو اعرف به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الطريحي ، مجمع البحرين ، ٤ / ١٥٤.
٢ ـ الطوسي ، الفهرست ، ص ١٨٧.
٣ ـ ابن داود ، الرجال ، ق ١ / ٣٣٤.
٤ ـ ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١٢. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ١٥ ـ ١٦.