وقد وقع الكنتوري في وهم عند تحديده وفاة الشيخ النجاشي عام ٤٠٥ هـ (١). وربما جاء تصحيفا من عام ٤٥٠ هـ. ولكن هناك ملاحظة مهمة وردت في كتاب «الرجال» للشيخ النجاشي ، عند ترجمته لابي يعلي محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري في السادس عشر من شهر رمضان عام ٤٦٣ هـ (٢). وكان ابو يعلى الجعفري خليفة الشيخ المفيد المتوفى عام ٤١٣ هـ ، والجالس محله كما يقول الشيخ النجاشي ، وقد اشار العلامة الحلي الى التاريخ نفسه الذي ذكره الشيخ النجاشي في تحديد وفاة ابي يعلى الجعفري عام ٤٦٣ هـ بينما عند ترجمته للشيخ النجاشي حدد وفاته عام ٤٥٠ هـ (٣). وكان السيد ابن طاووس قد قرأ بخط ابي يعلى الجعفري عام ٤٦٣ هـ ، أي في سنة وفاته (٤).
وازاء هذه النصوص لابد لنا من الوقوف على حقيقة تاريخ ابي يعلى الجعفري والشيخ ابي العباس النجاشي ، ويبرز من ذلك احتمالان ، الاول منهما : ان تاريخ وفاة الشيخ النجاشي ليس عام ٤٥٠ هـ ، وانما في عام ٤٦٣ هـ او بعده. وما اورده العلامة الحلي وغيره من علماء الرجال ان وفاته عام ٤٥٠ هـ ليس صحيحا ، فيقول الامام السيد الخوئي : «ما ذكره قدس سره ـ يقصد العلامة الحلي ـ لا يلائم ما في كتاب النجاشي في ترجمة محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري (ابو يعلى)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكنتوري ، كشف الحجب ، ص ٤٣٢ ، ص ٤٥٧ ، ص ٤٩٥.
٢ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٢٨٩. ينظر ابن الاثير ، الكامل ، ٨ / ١١٠.
٣ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٢١ ، ص ١٦٤.
٤ ـ ابن طاووس ، فرحة الغري ، ص ٨٣.