البلاغة :
(حَلَّافٍ) ، (هَمَّازٍ) ، (مَشَّاءٍ) ، (مَنَّاعٍ) صيغة مبالغة على وزن فعّال ، وكذلك (أَثِيمٍ) ، (زَنِيمٍ) صيغة مبالغة على وزن فعيل.
(سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) استعارة ، استعار خرطوم الفيل لأنف الإنسان ، للاستهانة والاستخفاف.
المفردات اللغوية :
(فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ) تهييج للتصميم على مخالفتهم. (وَدُّوا لَوْ) تمنوا ، و (لَوْ) : مصدرية. (تُدْهِنُ) تلين لهم بأن تدع نهيهم عن الشرك ، أو توافقهم فيه أحيانا ، من الادّهان : وهو المداهنة واللين والمصانعة. (فَيُدْهِنُونَ) فيلينون لك بترك الطعن والموافقة ، والفاء للعطف على (تُدْهِنُ) أي تمنوا الملاينة ، ولكنهم أخروا ذلك حتى تلين ، أو للسببية ، أي ودّوا لو تدهن ، فهم يدهنون حينئذ. وفي بعض المصاحف : فيدهنوا على أنه جواب التمني المفهوم من (وَدُّوا). وعلى قراءة يدهنون يقدر قبله بعد الفاء : هم.
(حَلَّافٍ) كثير الحلف في الحق والباطل. (مَهِينٍ) حقير الرأي. (هَمَّازٍ) عيّاب طعّان مغتاب. (مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) يمشي بين الناس بالنميمة والسعاية للإفساد بينهم. (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) بخيل بالمال ، ويمنع الناس من الإيمان والإنفاق والعمل الصالح. (مُعْتَدٍ) ظالم ، يتجاوز الحق إلى الباطل. (أَثِيمٍ) آثم ، أو كثير الإثم والذنب. (عُتُلٍ) غليظ جاف. (زَنِيمٍ) دعي في قريش ، أي يلحق بهم في النسب وليس منهم ، وهو الوليد بن المغيرة ، ادّعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة ، قال ابن عباس : لا نعلم أن الله وصف أحدا بما وصفه به من العيوب ، فألحق به عارا لا يفارقه أبدا. وقيل : هو الذي يعرف بالشر واللؤم.
(أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ) أي لأن كان ، والمعنى : أيكفر لأن كان ذا مال. (آياتُنا) القرآن. (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أي هي خرافات وأباطيل الأقدمين. (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) سنجعل على أنفه سمة وعلامة يتميز بها ما عاش ، فخطم أنفه بالسيف يوم بدر ، أي أصيب أنف الوليد بجراحة يوم بدر ، فبقي أثرها. والوسم : وضع علامة على الشيء لتمييزه بها عن غيره.
سبب النزول :
أخرج ابن أبي حاتم عن السّدّي في قوله : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ) قال : نزلت في الأخنس بن شريق ، وأخرج ابن المنذر عن الكلبي مثله وهو قول