٣ ـ ثقل القرآن والوحي :
القرآن ثقيل شديد بما اشتمل عليه من تكاليف شاقة على النفس ، وفرائض وحدود صعبة على الإنسان. والوحي أيضا ذو تأثير كبير على القلب والنفس ، كما جاء في خبر عائشة رضياللهعنها المتقدم ، وأخرج أحمد وابن جرير وغيرهما عن عائشة أيضا : «أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان إذا أوحي إليه ، وهو على ناقته ، وضعت جرانها ـ يعني صدرها ـ على الأرض ، فما تستطيع أن تتحرك حتى يسرّى عنه» أي الوحي.
٤ ـ ناشئة الليل :
إن أوقات الليل وساعاته أو العبادة الناشئة في الليل ، أو النفس الناشئة في الليل الناقضة من مضاجعها للعبادة أشد وطأ ، أي أشد موافقة بين السر والعلانية أو القلب واللسان ، وأكثر مصادفة للخشوع والإخلاص وأسدّ مقالا وأثبت قراءة ، بسبب سكون الليل ، وراحة النفس من الضوضاء والعناء ، والبعد عن الرياء والمباهاة ، أو حبّ اطلاع الآخرين على الطاعة والعبادة ، وشدة الاستقامة والاستمرار على الصواب ؛ لأن الأصوات هادئة ، والدنيا ساكنة ، فلا يضطرب على المصلّي ما يقرؤه.
٥ ـ مشاغل النهار :
الإنسان مشغول عادة بحاجاته ومصالحه المعيشية في النهار ، فلا يتفرغ عادة للعبادة ، وإنما الفراغ موجود في الليل.
٦ ـ ذكر الله والتبتل :
المؤمن مأمور بالاستكثار من ذكر الله وأسمائه الحسنى ، وبالمداومة على التسبيح والتحميد والتهليل وقراءة القرآن ، دون أن يشغله شاغل في الليل والنهار ، وهو مطالب أيضا بأن يجعل همه كله في إرضاء ربه ، وتجريد نفسه عن التعلق بغيره ، والاستغراق في مراقبته في جميع أعماله. ويكون أشرف الأعمال عند قيام الليل : ذكر اسم الرب ، والتبتل إليه ، وهو الانقطاع إلى الله بالكلية.