سبب النزول :
نزول الآية (٣٨):
(أَيَطْمَعُ) : قال المفسرون : كان المشركون يجتمعون حول النبي صلىاللهعليهوسلم يستمعون كلامه ، ولا ينتفعون به ، بل يكذبون به ويستهزئون ويقولون : لئن دخل هؤلاء الجنة ، لندخلنها قبلهم ، وليكوننّ لنا فيها أكثر مما لهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية : (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ) (١).
المناسبة :
بعد أن وعد الله تعالى المتصفين بصفات عشر بالجنات والإكرام ، ذكر أحوال الكفار في الدنيا والآخرة ، أما في الدنيا فيسرعون إلى الكفر ، لذا توعدهم الله بالإبادة والهلاك ، وأمر رسوله صلىاللهعليهوسلم بالإعراض عنهم حتى يوم البعث ، وأما في الآخرة فيخرجون من قبورهم مسرعين إلى معبوداتهم الباطلة من الأصنام والأوثان ، وتكون أبصارهم ذليلة ، وتغشاهم المذلة بسبب تكذيبهم بيوم القيامة.
التفسير والبيان :
(فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ، عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ) أي ما بال هؤلاء الكفار حواليك أيها النبي مسرعين إلى الكفر والتكذيب والاستهزاء بك ، وتراهم عن يمين النبي صلىاللهعليهوسلم وعن شماله جماعات متفرقة ، شاردين فرقا فرقا ، وشيعا شيعا ، فارين منه ، متفرقين عنه ، كما قال تعالى : (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ، كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ، فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) [المدّثر ٧٤ / ٤٩ ـ ٥١].
وقيل : مهطعين : مادّي أعناقهم ، مديمي النظر إليك.
ثم تهكم الله تعالى بتمنياتهم الجنة وأيأسهم من دخول الجنات ، فقال :
__________________
(١) أسباب النزول للواحدي : ص ٢٥٠