معاجم الموضوعات
جعلنا تحت هذه الترجمة تلك المعاجم التي دونت فيها الكلم على الموضوعات ، وهي كانت في بدء الأمر تخصّ الموضوع الواحد ولا تتعداه إلى سواه مثلما كانت عليه الحال في كتب خلق الإنسان ، وكتب خلق الفرس ، وكتب الإبل ، وكتب الأنواء ، ثم صارت تجمع شتى الموضوعات على نحو ما ظهر عليه الأمر في كتب الصفات وكتب الغريب المصنف وكتب الألفاظ.
ومعاجم الموضوعات هذه خاصة وعامة هي ما نحاول فهرسته في المسارد التالية :
* معاجم الحيوان
لقد كان للحيوان النافع عند الإنسان العربي شأن أي شأن ، إذ كان منه غذاؤه ، ومسكنه ، وركوبه ، والكثير العديد من مرافق عيشه ، كما كان للضار المؤذي منه خطره على حياته ، فكان عليه أن يعرفه بما يتأتى له به أن يتّقي عاديته وأذاه ، فبسبب من هذه الصلة الماسة بين العربي والحيوان الذي يعيش معه في بيئته ، والحياة المشتركة بينهما معا معا كثرت في اللّسان العربي الألفاظ التي تتكلّم عن حيوان الجزيرة العربية كثرة أوفت بالحاجة بل زادت عليها.
إن هناك الجمّ الغفير من الألفاظ في نشأته وأطوارها ، وفي أسنانه ومقاديرها ، وفي أعضائه وألوانه وشياته ، وفي مأكله ومشربه ، وفي صحته وأدوائه من مبدأ خلقه إلى غاية هرمه ممّا يوفي على الغاية في كمال دقّة وتمام تفصيل.
وهناك العديد من المفردات التي تكلّمت في سيره ، وزحفه وطيرانه وقيامه وجلوسه ، وسائر ما يتعلّق بحركاته وسكناته.
وثمّة كلم سمت أصواته صنفا صنفا ، ودرجاتها علوا وانخفاضا ، وعبّرت عما تدل عليه من لذة أو ألم ، أو رغبة أو رهبة وما سواها من أحاسيسه وانفعالاته.
وأخرى سمّت أجناسه وصغاره ، وجماعاته ، ومساكنه التي يأوي إليها ، ومخابئه التي ينجحر فيها.
وبالإجمال فإنه ما من شيء يتعلّق بحيوان الجزيرة العربية إلا وله في اللّسان العربي اسم بل أسماء ، قد تبلغ العشرات ، وأحيانا تتجاوزها إلى المئات.
هذا المعجم الحيواني الثر الغزير الذي تكلّم به العربي الأول وضعا ، قد اهتمّ به خلفه اللّغوي تدوينا وتصنيفا في أنماط من المعاجم هي ما نحاول تقديمه للقارئ في الفهرسة التالية بدءا بكتب خلق الإنسان ، فكتب خلق الفرس من بعدها ، ثم كتب الإبل من بعدهما ، فما دون ذلك من وحش وطير ، فإلى أدنا الحيوان من هوام وخشاش.
[٣٩٨]
خلق الإنسان
لأبي مالك عمرو بن كركرة الأعرابي أحد الذين أخذ عنهم الخليل بن أحمد الفراهيدي.
نسبه إليه ابن النديم في الفهرست ، وأبو بكر الزبيدي في الطبقات ، والقفطي في الإنباه ، وياقوت في الإرشاد ، والسيوطي في البغية ، وخليفة في الكشف.