عددها ، ولكن قدموا لهن بعد الطلاق تطييبا لخاطرهن متعة وهي كسوة تليق بكم وبهن بحسب الزمان والمكان ، وطلقوهن طلاقا لا ضرر فيه ؛ إذ ليس لكم عليهن عدة. والجمال في التسريح : ألا يطالبها بما آتاها.
وتخصيص المؤمنات بالذكر في الآية إرشاد إلى أن المؤمن ينبغي أن ينكح المؤمنة ، فإنها أشد تحصينا لدينه.
وقوله : (فَمَتِّعُوهُنَ) قيل بأنه واجب مختص بالمفوّضة التي لم يسم لها مهر إذا طلقت قبل الدخول ، وقيل : بأنه عام يشمل المفوضة وغيرها ، والأمر إما أمر وجوب أو أمر ندب على حسب اختلاف العلماء ، فمنهم من قال للوجوب ، فيجب مع نصف المهر المتعة أيضا ، ومنهم من قال للاستحباب ، فيستحب أن يمتّعها مع الصداق بشيء.
فقه الحياة أو الأحكام :
تضمنت الآيات الأحكام التالية :
أولا ـ وصف النبي صلىاللهعليهوسلم بسبع صفات أو أسماء ، فهو الشاهد على أمته بالتبليغ إليهم ، وعلى سائر الأمم بتبليغ أنبيائهم ، وهو المبشر للمؤمنين برحمة الله وبالجنة ، وهو المنذر للعصاة والمكذبين من النار وعذاب الخلد ، وهو الداعي إلى الله بتبليغ التوحيد والأخذ به ومكافحة الكفرة ، وهو نور كالسراج الوضاء بشرعه الذي أرسله الله به ، وهو الذي بشر المؤمنين بالفضل الكبير من الله تعالى ، وهو ذو شرع مستقل مطالب بألا يطيع الكافرين فيما يشيرون عليه من أنصاف الحلول والمداهنة في الدين والممالأة ، لكنه مأمور أيضا أن يدع أذاهم مجازاة على إذايتهم إياه ، فلا يعاقبهم ، وإنما يصفح عن زللهم ، معتمدا على الله وحده بنصر دينه وحفظه وتأييده وعصمته من الناس.