النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ) وهو تحقيق الحرية والاستقرار الزوجي ، أمر الله تعالى عباده المؤمنين بما أمر به أنبياءه المرسلين من تعظيم الله وإجلاله بذكره وتسبيحه في أغلب الأوقات ومختلف أنواع الطاعات ، بقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً) ليحقق لهم أجزل الثواب ويخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
التفسير والبيان :
يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بكثرة ذكر ربهم تبارك وتعالى ، المنعم عليهم بأنواع النعم ، لينالوا جزيل الثواب وجميل المآب ، فيقول :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) أي يا أيها الذين أيقنوا وصدقوا بالله ورسوله اذكروا الله بألسنتكم وقلوبكم ذكرا كثيرا ، يملأ عليكم مشاعركم ، في جميع الأحوال ، ويحقق في نفوسكم خشية ربكم ، ونزهوه عن كل ما لا يليق به أول النهار وآخره ، أي في غالب الأوقات ؛ لأن بداية الشيء ونهايته تشمل وسطه أيضا بحكم الاستمرار ، قال الزمخشري في تفسير (بُكْرَةً وَأَصِيلاً) أي في كافة الأوقات. وإنما ذكر هذان الوقتان لكونهما مشهودين بملائكة الليل والنهار. قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ذكر الله على فم كل مسلم»وروي «في قلب كل مسلم» وعن قتادة : «قولوا : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
وأخرج الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي الدرداء رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم ، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ، قالوا : وما هو يا رسول الله؟ قال صلىاللهعليهوسلم : ذكر الله عزوجل».