لقبول الحق ، والخضوع لنداء الله ، والنظر في الدلائل الدالة على صدق رسالة النبي صلىاللهعليهوسلم ، والتأمل في عجائب الكون المشاهدة الدالة على وجود الله تعالى ووحدانيته.
أما نفع الإنذار ، فهو كما ذكر تعالى :
(إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ ، وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ ، فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) أي إنما ينفع إنذارك الذين آمنوا بالقرآن العظيم واتبعوا أحكامه وشرائعه ، وخافوا عقاب الله قبل حدوثه ومعاينة أهواله ، أو خشوا الله قبل رؤيته ، فهؤلاء بشرهم بمغفرة لذنوبهم ، ورضوان من الله ، وأجر كريم ونعيم مقيم هو الجنة. ونظير الآية : (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ، وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [الملك ٦٧ / ١٢].
ثم أكد الله تعالى حصول الجزاء للمؤمنين وغيرهم ، فقال :
(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى ، وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) أي إننا قادرون فعلا على إحياء الموتى ، وبعثهم أحياء من قبورهم ، ونحن الذين ندوّن لهم كل ما قدموه وأسلفوه من عمل صالح أو سيء ، وتركوا من أثر طيب أو خبيث ، أي نكتب ونسجل أعمالهم التي باشروها بأنفسهم ، وآثارهم التي أثروها وخلفوها من بعدهم ، فنجزيهم على ذلك إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر ، فمن عمل على نشر الفضيلة جوزي بها ، ومن عمد إلى نشر الرذيلة والسوء في الملاهي أو الكتب الخليعة يحاسب عليها.
وهذا كقوله صلىاللهعليهوسلم ـ فيما رواه مسلم عن جرير بن عبد الله البجلي ـ : «من سنّ في الإسلام سنّة حسنة ، كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ، ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة ، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا».