(لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ، إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) أي ليوفيهم الله ثواب ما عملوه ، ويضاعفه لهم بزيادات لم تخطر لهم ، إنه غفور لذنوبهم ، شكور لطاعتهم وللقليل من أعمالهم.
ونظير الآية قوله : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ، فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ، وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) [النساء ٤ / ١٧٣] وقوله : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ ..) إلى قوله : لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا ، وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ..) [النور ٢٤ / ٣٧ ـ ٣٨].
فقه الحياة أو الأحكام :
يفهم من الآيات ما يلي :
١ ـ من أدلة قدرة الله العظمى ووحدانيته واختياره : إنزال الماء من السماء ، وإنبات النباتات ، وإخراج الثمار المختلفة الأنواع والطعوم والروائح والألوان.
٢ ـ ومن الأدلة أيضا : إرساء الأرض بالجبال ، وخلق طرق مختلفة الألوان فيما بينها تخالف لون الجبل ، وإن كان الجميع حجرا أو ترابا.
٣ ـ ومنها أيضا خلق الناس والدواب والأنعام مختلفة الألوان ، ففيهم الأحمر والأبيض والأسود والأصفر وغير ذلك ، وكل ذلك دليل على وجود صانع مختار ، واحد لا شريك له.
٤ ـ إن العلماء بطبيعة تركيب الكون ودقائقه ، وبصفات الله وأفعاله ، هم الذين يخافون قدرته ، فمن علم أنه عزوجل قدير أيقن بمعاقبته على المعصية ، ومن لم يخش الله فليس بعالم ، كما قال الربيع بن أنس ، والخشية بمعرفة قدر المخشي ، والعالم يعرف الله فيخافه ويرجوه. وهذا دليل على أن العالم أعلى درجة من العابد ؛ لأن الله بين أن الكرامة بقدر التقوى ، والتقوى بقدر العلم.