الحلو اللذيذ الطعم ، والفرات : المزيل للعطش. (سائِغٌ شَرابُهُ) سهل انحداره. (أُجاجٌ) شديد الملوحة ، وذلك مثل للمؤمن والكافر. (وَمِنْ كُلٍ) منهما (تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا) هو السمك. (وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها) أي من البحر الملح ، وقال الزجّاج : إنما تستخرج الحلية منهما إذا اختلطا ، والحلية هنا : هي اللؤلؤ والمرجان ، وهي في الأصل : كل ما يتحلى به من سوار أو خاتم. (وَتَرَى) تبصر. (الْفُلْكَ) السفن. (فِيهِ) في كل من البحرين. (مَواخِرَ) عابرات شاقات تشق الماء بجريها ، مقبلة ومدبرة بريح واحدة. (لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) تطلبوا من فضل الله تعالى بالتجارة والتنقل فيها. (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) أي لتشكروا الله على ما أنعم عليكم به من ذلك.
(يُولِجُ) يدخل ، فيزيد في كل من الليل والنهار بالنقص من الآخر. (سَخَّرَ) أجرى. (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) كل منهما يسير في فلكه هي مدة دورانه ، أو منتهاه ، وقيل : إلى يوم القيامة. (ذلِكُمُ) الفاعل لهذه الأفعال. (اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ) أي هذا الصانع لما تقدم هو الخالق المقدر ، والقادر المقتدر ، المالك للعالم ، والمتصرف فيه. (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) أي تعبدون من غيره وهم الأصنام. (ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) القطمير : لفافة النواة ، أي القشرة البيضاء الرقيقة التي تكون على النواة ـ البزرة. وهذا دليل التفرد بالألوهية والربوبية.
(لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ) لأنهم جماد. (وَلَوْ سَمِعُوا) على سبيل الفرض. (مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ) ما أجابوكم. (يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) أي يجحدون بإشراككم إياهم مع الله ، وعبادتكم لهم ، والمعنى : يتبرءون منكم ومن عبادتكم إياهم. (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) أي ولا يخبرك بالأمر ، ويعلمك بأحوال الدارين مخبر مثل الخبير العالم به ، وهو الله تعالى.
المناسبة :
بعد إيراد أدلة إثبات البعث ، أورد الله تعالى الأدلة والبراهين الدالة على وحدانيته وعظيم قدرته ، بخلقه أشياء متحدة الجنس ، لكنها مختلفة المنافع ، من الماء الواحد ، والليل والنهار ، والشمس والقمر. وأردفه بالرد على عبدة الأصنام التي لا تملك شيئا ، ولا تسمع دعاء ، ولا تجيب نداء ، وتتبرأ من عابديها يوم القيامة.