لا يشاركه في ذلك أحد من خلقه ، وليس لملك ولا لنبي أن يتكلم في ذلك اليوم إلا بإذنه تعالى.
وكلمة (حَتَّى) وقعت غاية لشيء مفهوم ضمنا وهو أن ثم انتظارا للإذن وتوقعا وتمهلا من الراجين للشفعاء ، والشفعاء هل يؤذن لهم أو لا يؤذن؟
فقه الحياة أو الأحكام :
هذه مناقشة معلن عنها مسبقا في القرآن الكريم ، تحدث على سبيل التهكم والتوبيخ والتعجب بين الإله الخالق وبين المشركين.
يأمر الله فيها نبيه أن يقول لهؤلاء المشركين : هل عند شركائكم قدرة على شيء من النفع يحققونه لكم؟ ادعوا الذين زعمتم أنهم آلهة لكم من دون الله لتنفعكم ، أو لتدفع عنكم ما قضاه الله تبارك وتعالى عليكم ، فإنهم لا يملكون ذلك.
إنهم لا يملكون شيئا أصلا ولو وزن ذرة في السموات والأرض ، وليس للأصنام في السموات والأرض مشاركة ، لا بالخلق ولا بالملك ، ولا بالتصرف ، وليس لله من معين يعينه على شيء من أمر السموات والأرض ومن فيهما ، بل الله المنفرد بالإيجاد والتدبير ، فهو الذي يعبد ، وعبادة غيره محال.
ولا تنفع شفاعة الملائكة وغيرهم عند الله إلا لمن أذن له ، حتى إذا وقفوا ـ أي الراجون للشفاعة والشفعاء ـ جميعا خائفين وجلين منتظرين الإذن بالشفاعة ، ثم أزيل الفزع عن قلوبهم ، تساءل الناس فيما بينهم وقالوا للملائكة : ما ذا أمر الله بالشفاعة؟ فيجيبون : إنه أذن في الشفاعة للمؤمنين لا للكافرين ، والله هو المتعالي المتكبر العظيم ، فله أن يحكم في عباده بما يريد.
وهكذا يتبين أن الله تعالى يأذن للأنبياء والملائكة في الشفاعة ، وهم على غاية الفزع من الله ، كما قال : (وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) ولن يكون الإذن