وقوله : (وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ) من باب عطف العام على الخاص ؛ إذ ليس التكليف منحصرا بالصلاة والزكاة ، وإنما هو شامل لكل ما أمر الله تعالى به ونهى عنه ، وأمر الله والرسول واحد.
٦ ـ تحقيق السمعة العالية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) أي سبب تلك الأوامر والنواهي والمواعظ إنما هو لإذهاب المأثم عنكن ، وتطهيركن من دنس المعاصي والذنوب ، وتعمير قلوبكن بنور الإيمان.
وقد استعار الرجس (أو الرجز) للذنوب ، والطهر للتقوى ؛ لأن عرض المقترف للمعاصي يتدنس بها ويتلوث كما يتلوث بدنه بالأرجاس القذرة الحسية. وأما الطاعات فالعرض معها نقي مصون كالثوب الطاهر. وفي هذه الاستعارة تنفير عما نهى الله عنه ، وترغيب فيما أمر به. والرجس يطلق على الإثم وعلى العذاب وعلى النجاسة وعلى النقائص ، فأذهب الله جميع ذلك عن أهل البيت.
وأهل البيت : كل من لازم النبي صلىاللهعليهوسلم من الأزواج والأقارب. وتوجيه الأوامر لهم لأنهم قدوة الأمة ، روى الإمام أحمد والترمذي عن أنس بن مالك رضياللهعنه قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يمرّ بباب فاطمة رضياللهعنها ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : «الصلاة يا أهل البيت ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)».
٧ ـ الأمر بتعليم القرآن والسنة والتذكير بالنعم : (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ ، إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً) أي تذكرن نعم الله عليكن من جعل بيوتكن مهابط الوحي ، ولا تنسين ما يتلى فيها من آيات الله في قرآنه ، وما ينزل على الرسول صلىاللهعليهوسلم من الحكمة البالغة والأحكام والعلوم والشرائع ، فاعملوا بها وعلموها ، إن الله لطيف خبير حين علم ما ينفعكم ويصلحكم في دينكم ، فأنزله