فقه الحياة أو الأحكام :
يستنبط من الآيات ما يأتي :
١ ـ أنكر هارون عليهالسلام على السامري وتابعيه عبادة العجل إنكارا شديدا قبل أن يأتي موسى ويرجع إليهم ، فعصوه وكادوا أن يقتلوه ، وسوفوا وما طلوا حتى يرجع موسى عليهالسلام ، لينظروا هل يقرهم على ما فعلوا أم لا.
٢ ـ لقد توهموا أن موسى يعبد العجل ، فاعتزلهم هارون مع اثني عشر ألفا لم يعبدوا العجل ، فلما رجع موسى سمع الصياح والضجيج ، وكانوا يرقصون حول العجل ، فقال للسبعين الذين معه : هذا صوت الفتنة.
٣ ـ قوله تعالى : (قالَ : يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ ، أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي) دليل على أن السكوت على المنكر ضلال ، والمعنى : حين رأيتهم أخطئوا الطريق وكفروا ، ما منعك عن اتباعي والإنكار عليهم ، إن مقامك بينهم ـ وقد عبدوا غير الله ـ عصيان منك لي.
قال القرطبي : وهذا كله أصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتغييره ومفارقة أهله ، وأن المقيم بينهم لا سيما إذا كان راضيا حكمه كحكمهم. وسئل الإمام أبو بكر الطرطوشي رحمهالله :
ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟ وهم جماعة يجتمعون ، فيكثرون من ذكر الله تعالى ، وذكر محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم ، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيا عليه ، ويحضرون شيئا يأكلونه ، هل الحضور معهم جائز أم لا؟
فأجاب : يرحمك الله ، مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة ، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله ، وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب