من أب واحد يسمى «ترك» وكانوا يسكنون شمال آسيا ، وتمتد بلادهم من التبت والصين إلى المحيط المتجمد الشمالي ، وغربا إلى الباكستان.
ومنهم الداهية الرحالة «تموجين» الذي لقب نفسه «جنكيز خان أي ملك العالم» الذي ظهر في أوائل القرن السابع الهجري في آسيا الوسطى ، فأخضع الصين الشمالية ، ثم أخضع بجبروته قطب الدين بن أرميلان من السلاجقة ملك خوارزم ، ثم خلفه ابنه «أقطاي» وأغار ابن أخيه «باتو» على بلاد الروس سنة ٧٢٣ ه ـ ودمر بولونيا والمجر ، ثم قام مقامه «جالوك» فحارب الروم ، ثم خلفه ابن أخيه «منجو» فقام أخوه «كيلاي» بالاستيلاء على الصين ، وأخوه «هولاكو» بالاستيلاء على البلاد الإسلامية وإسقاط بغداد مقر الخلافة العباسية في عهد الخليفة المستعصم بالله ، أواسط القرن السابع الهجري ٦٥٦ ه ـ.
وأما السد الذي أقامه ذو القرنين ، وشاهده بعض المؤرخين في أوائل القرن الخامس عشر الميلادي : فهو وراء جيحون في عمالة «بلخ» واسمه «باب الحديد» قرب «ترمذ» وقد اجتازه تيمور لنك ، ومرّ به «شاه رخ» مع العالم الألماني «سيلد برجر» ووصفه المؤرخ الإسباني «كلافيجو» في رحلته سنة ١٤٠٣ م الذي الذي كان رسولا من ملك «قشتالة» بالأندلس إلى تيمورلنك ، وقال : إن سد «باب الحديد» على الطريق الموصل بين سمرقند والهند (١).
(قالَ : ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ ، فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) قال ذو القرنين : ما مكنني فيه ربي ، وآتاني من سعة الملك والقدرة ووفرة المال ، خير من خرجكم ومما تجمعون ، كما قال سليمان عليهالسلام : (أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ ، فَما آتانِيَ اللهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ) [النمل ٢٧ / ٣٦].
__________________
(١) تفسير المراغي : ١٦ / ١٣ ـ ١٥