إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً (٩٧) إِنَّما إِلهُكُمُ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً (٩٨))
الإعراب :
(يَا بْنَ أُمَ) بالفتح أراد يا بن أمي بفتح الياء ، فأبدل من الكسرة فتحة ، ومن الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ثم حذف الألف تخفيفا ؛ لأن الفتحة تدل عليها. ومن قرأ بالكسر (يَا بْنَ أُمَ) أراد يا بن أمي إلا أنه حذف الياء ؛ لأن الكسرة قبلها تدل عليها ، والأصل إثباتها ؛ لأن الياء إنما تحذف من المنادي المضاف ، نحو : يا قوم ، ويا عباد ، والأم ليست بمناداة هنا ، وإنما المنادي هو «الابن».
(لَنْ تُخْلَفَهُ) فعل مبني للمجهول ، وضمير المخاطب نائب الفاعل ، وهاء (تُخْلَفَهُ) مفعول ثان منصوب. ومن قرأ بكسر اللام (لَنْ تُخْلَفَهُ) كان مضارع (أخلفت الموعد) والمفعول الثاني حينئذ محذوف ، أي (لَنْ تُخْلَفَهُ) أي الموعد ؛ لأن أخلف : يتعدى إلى مفعولين.
(وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً) تمييز محول عن الفاعل ، أي وسع علمه كل شيء.
البلاغة :
(أَمْرِي قَوْلِي نَفْسِي) وكذا (نَفْعاً نَسْفاً عِلْماً) سجع حسن غير متكلف.
المفردات اللغوية :
(مِنْ قَبْلُ) من قبل رجوع موسى (إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ) إنما وقعتم في الفتنة والضلال بالعجل (فَاتَّبِعُونِي) في الثبات على الحق وعبادة الرحمن (وَأَطِيعُوا أَمْرِي) في تلك العبادة (لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ) لن نزال على العجل وعبادته (عاكِفِينَ) مقيمين (قالَ : يا هارُونُ) قال موسى بعد رجوعه (ضَلُّوا) بعبادة العجل (أَلَّا تَتَّبِعَنِ) لا : زائدة ، أي أن تتبعني في الغضب لله ومقاتلة من كفر بالله (أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي) بالصلابة في الدين ، والمحاماة عنه ، وعصيانك بإقامتك بين قوم لا يعبدون الله تعالى.
(قالَ : يَا بْنَ أُمَ) أراد أمي ، وخص الأم استعطافا لقلبه (لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي) لا تأخذ بشعر لحيتي ولا بشعر رأسي ، وكان أخذ بلحيته بشماله ، وبشعره بيمينه ، يجره إليه ، من شدة