الصَّدَفَيْنِ قالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (٩٦) فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً (٩٧) قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨) وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً (٩٩))
الإعراب :
(مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ) أي كيف شاء ، فحذف المفعول به.
(وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) : (تَغْرُبُ) جملة فعلية ، حال من هاء (وَجَدَها) ووجدها : بمعنى أصابها. وليست هنا بمعنى علم ، فلو كانت كذلك ، لكانت الجملة مفعولا ثانيا لوجد ؛ لأن (وجد) بمعنى (علم) تتعدى إلى مفعولين. (إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ ...) أن وصلتها : إما في موضع نصب بفعل مقدر ، كقوله تعالى : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) [محمد ٤٧ / ٤] وإما على تقدير مبتدأ وخبره محذوف ، تقديره : إما العذاب واقع منك فيهم ، وإما اتخاذ أمر ذي حسن واقع فيهم ، فحذف الخبر لطول الكلام بالصلة.
(فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى جَزاءً) منصوب على المصدر في موضع الحال ، والعامل فيه : له ، أي ثبتت الحسنى له جزاء. وقيل : تمييز منصوب. ومن قرأ بالرفع : (جزاء) جعله مبتدأ ، وله : خبره ، أي فله جزاء الخصال الحسنى ، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. و (الْحُسْنى) مضاف إليه مجرور. ويجوز جعله بدلا مرفوعا من (جَزاءً) والأصل فيهالتنوين ، وحذفه لالتقاء الساكنين ، كما حذف التنوين من (أَحَدٌ) في قوله تعالى : (قُلْ : هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ) [الإخلاص ١١٢ / ١ ـ ٢] وقرئ : (جزاء) بالنصب من غير تنوين.
(لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً قَوْلاً) مفعول به. وقرئ يفقهون أي يفقهون الناس قولا ، فحذف المفعول الأول ، وبقي (قَوْلاً) المفعول الثاني ، ويجوز حذف أحد المفعولين ؛ لأن هذا فعل متعد.