٤ ـ إن عندكم من سلطان بهذا ، أي ليس عندكم من حجة ولا دليل على صحة قولكم ، والدعوى العارية من الدليل باطلة بطلانا مطلقا. (١)
٥ ـ أتقولون على الله مالا تعلمون؟ من إثبات الولد له ، والولد يقتضي المجانسة والمشابهة ، والله تعالى لا يجانس شيئا ، ولا يشابه شيئا. وهذا بالإضافة إلى كونه تأكيدا لما سبق إنكار شديد ووعيد أكيد وتقريع وتوبيخ على من تجرأ بنسبة الولد إلى الله تعالى.
وأما ظهور كون هذا المذهب افتراء وكذبا على الله ، فواضح مترتب على بطلان الادعاء بثبوت الولد لله تعالى.
وقد دل قوله تعالى : (أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) على أن إثبات العقيدة لا سيما فيما يتعلق بإثبات الله الصانع يتطلب دليلا قطعيا يقينا ، ولا يقبل فيه التقليد والوراثة ومحاكاة عقائد المسلمين المؤمنين بحق. ودل قوله (لا يُفْلِحُونَ) على إفلاس الكافر وخسارته المحققة يوم القيامة وعدم نجاته من العذاب.
كذلك دل قوله تعالى : (مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ...) الآية على أن التمتع في الدنيا قليل وحقير جدا بالنسبة لنعيم الآخرة ، وأن مرجع جميع الخلائق إلى الله تعالى ، وأن الكفار والمشركين معذبون عذابا شديدا بسبب كفرهم.
__________________
(١) تفسير الرازي : ١٧ / ١٣٢ وما بعدها.