رديئة تكرهها الطّبيعة البدنيّة وتدفعها عن بدن المرأة ، فكيف يُتَصَوَّر أن يُقال أنّها تُغَذِّى بدن الجنين المتصوِّر ومثلُ هذا البدن مزاجه لطيف وتركيبه ضعيف وقُواه واهية ورطوباته متوفِّرة ، فأدْنَى سببٍ يؤثِّر فيه ، فكيف هذه الصِّفة الرّديئة؟ بل سبب احتباسها لاحتواء الرّحم على النُّطْفَة ثمّ على الجنين بعد ذلك. وأمّا سبب دم الطمث فخروجها إذا لم يصل اليها مَنِىّ الرّجل. فاذا وصل اليها حصل الحمل وانقطع دم الطَّمْث. ولا يصحّ أنْ يكون غذاء الجنين المتكوّن فى الرّحم من ذلك الدّم ، فأمّا غذاؤه فيأتيه من أفضل دمٍ فى بدن الأنثى وأجوده ، فيتغذَّى بأجود ما فيه ويدفع ما لا يصلح لتغذيته إلى الخارج. فيعود إلى بدن الأنثى ، لأنّ الجنين وأمّه كالبدن الواحد. غير أنّ المشهور ، عند الأطبّاء أنّ دم الطّمث ينقسم إلى ثلاثة أقسام ذكرناها لك ، فتأمّله ... والله أعلم.
والطَّمْث : الدَّنَس ، كما فى قول عَدِيِّ بن زيد :
طاهرُ الأثوابِ يَحمِى عِرْضَهُ |
|
مِنْ خَنَى الذَّمَّة أو طَمْثِ العَطَنْ (٣٠) |
طمح :
الطّامِح : المرتفِع.
وطَمَحات الدّاء : نوباته المتعسِّرة على المريض.
طمل :
الطِّمْل : المتطبِّب الذى ليس لدَيه دِرايةٌ بصنعة الطِّبّ.