سفيان ، قال : حدثني يحيى بن عبد الحميد ، قال : حدثنا علي بن مسهر ، عن الأعمش عن موسى بن طريف ، عن عباية :
عن علي عليهالسلام قال : أنا قسيم النار إذا كان يوم القيامة قلت : هذا لك وهذا لي.
قوله عليهالسلام أنا قسيم النار أي مقاسمها ومساهمها يعني أصحابه على شطرين مهتدون وضالّون (١) فكأنه قاسم النار إيّاهم فشطر لها ، وشطر معه في الجنة ، فالذين هم ضالّون في نار الجحيم ، والذين هم مهتدون مهتدون إلى جناب جنّات النعيم.
و [لله درّ] القائل في مدحه عليهالسلام وقد بلغ فيه غاية الكمال والتمام :
عليّ حبّه جنّة |
|
قسيم النار والجنّة |
وصيّ المصطفى حقّا |
|
إمام الإنس والجنّة |
__________________
(١) الظاهر أن هذا الكلام من أبي بكر البيهقي ، وله من أمثال هذه التلبيسات موارد جمة ، والقاره خبير بأن التخصيص والتقييد في العمومات والمطلقات بلا دليل غير جائز ، لا سيما في مثل المقام إذ بحسب المتفاهم العرفي لا يطلق أصحاب الشخص إلا على الذين بينهم وبينه علقة شديدة وأنس أكيد ، وعليه فأصحابه أي الذين كان بينهم وبينه عليهالسلام أنس أكيد ، ومودة ومحبة وتابعوه وشايعوه مهتدون كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مشيرا إلى علي : إن هذا وشيعته هم المفلحون. نعم لو كان البيهقي قال : إن الناس أو المسلمون أو أصحاب رسول الله ـ بحسب اعتبار البيهقي ـ على شطرين ... لكان كلامه صوابا.