وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا. قال : صدقتم يا معشر قريش والأنصار ألستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منّا أهل البيت خاصّة دون غيرهم؟ وأن ابن عمّي رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إني وأهل بيتي كنّا نورا يسعى بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله تعالى آدم عليهالسلام بأربعة عشر ألف سنة ، فلما خلق الله تعالى آدم عليهالسلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليهالسلام ، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليهالسلام ، ثم لم يزل الله تعالى عزوجل ينقلنا من الأصلاب الكريمة (١) إلى الأرحام الطاهرة ، ومن الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة من الآباء والأمّهات ، لم يلق (٢) واحد منهم على سفاح قطّ». فقال أهل السابقة والقدمة وأهل بدر وأهل أحد : نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ثم قال [علي] عليهالسلام : أنشدكم الله أتعلمون أنّ عزوجل فضّل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية وأني لم يسبقني إلى الله عزوجل وإلى رسوله صلىاللهعليهوسلم أحد من هذه الأمّة؟ [ظ] قالوا : اللهم نعم. قال : فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ) [١٠٠ / التوبة : ٩] (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) [١٠ / الواقعة ٥٦] سئل عنها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء. قالوا : اللهم نعم.
قال : فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [٥٩ / النساء : ٤] وحيث نزلت : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) [٥٥ / المائدة : ٥] وحيث نزلت : ([أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ] وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً») [١٦ / التوبة ٩] قال الناس : يا رسول الله خاصّة في بعض المؤمنين أم عامّة لجميعهم؟ فأمر الله عزوجل نبيّه صلىاللهعليهوسلم أن يعلّمهم ولاة أمرهم وأن يفسّر لهم من الولاية
__________________
(١) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة ...».
(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي مخطوطة السيد علي نقي : «لم يلتق واحد منهم على سفاح ...».