قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء!!! يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا يتجاوز صلاتهم تراقيهم (١) يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية!!! لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى الله لهم على لسان نبيّهم صلىاللهعليهوسلم لاتّكلوا على العمل (٢) وآية ذلك انّ فيهم رجلا له عضد ليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعيرات بيض.
أتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم؟ والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا على سرح الناس فسيروا على اسم الله تعالى (٣).
قال سلمة بن كهيل : فنزلت وزيد بن وهب منزلا حتى مررنا على قنطرة (٤) [قال] فلمّا التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم : القوا الرماح وسلّوا سيوفكم من جفونها فإني أخاف عليكم أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء (٥).
فتراجعوا فوحشوا برماحهم وسلّوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم (٦) وقتل بعضهم على بعض ، وما أصيب من الناس يومئذ إلّا رجلان (٧).
فقال علي : التمسوا فيهم المخدج. فالتمسو [ه] فلم يجدوه ، فقام عليّ بنفسه حتّى أتى ناسا قتل بعضهم على بعض قال : أخّروهم [فأخّروهم] فوجدو [ه] مما يلي الأرض (٨) فكبّر عليّ عليهالسلام ثم قال : صدق الله وبلّغ رسوله.
__________________
(١) ومثله في المسند وكفاية الطالب وسنن أبي داوود. وفي الخصائص : «لا يجاوز تراقيهم».
(٢) ومثله في المسند والخصائص وكفاية الطالب ، وفي سنن أبي داوود : «لنكلوا عن العمل».
(٣) إلى هنا ذكره في المسند ، ثم قال : فذكر الحديث بطوله. أقول : والسرح : الماشية تسرح للرعي.
(٤) ومثله في كفاية الطالب ، وفي كتاب الخصائص : «قال سلمة : فنزلني زيد منزلا حتى مررنا على قنطرة ...». وفي سنن أبي داوود : «قال سلمة بن كهيل : فنزلني زيد بن وهب منزلا حتى مر بنا على قنطرة ...».
(٥) ومثله في كفاية الطالب.
(٦) وفي سنن أبي داوود : «فوحشوا برماحهم واستلوا السيوف ...».
(٧) كذا في هذا الحديث ، وقد ذكر الحافظ السروي في عنوان : «إخباره عليهالسلام بالغيب» من مناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ٢٦٣ ، أن ثمانية من جيشه عليهالسلام استشهدوا في يوم النهروان ...
(٨) ما بين المعقوفات مأخوذ من كفاية الطالب ، غير أن فيه : «قال : أخرجوهم. فأخرجوهم ...».
ومثله في سنن أبي داوود لكن بحذف «فأخرجوهم».
وفي كتاب الخصائص : «قال : جروهم. [فجروهم] فوجدوه مما يلي».