قال : إن تنتقد [هم] ينتقدوك ، وإن تتركهم لا يتركوك ، وإن تهرب عنهم أدركوك (١) فاقرضهم عرضهم ليوم فقرك (٢) واعلم أن الجزاء امامك. ثم آخى بينه وبين سليمان.
ثم نظر في وجوه أصحابه ، فقال : أبشروا وأقرّوا عينا ، أنتم أوّل من يرد على حوضي وأنتم في أعلى الغرف (٣) ثم نظر إلى عبد الله بن عمر فقال : الحمد لله الذي يهدي من الضلالة ويلبس الضلالة على من يحبّ.
فقال له على عليهالسلام : لقد ذهب روحي وانقطع ظهري ، حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت ، غيري ، فإن كان هذا من سخط علي ، فلك العتبى والكرامة!
__________________
(١) هذا هو الظاهر ، وفي الأصل المطبوع : «إن تنتقد لم ينتقدوك ...». وفي المحكي عن نسخة السماوي : «إن تنتقدهم لا ينتقدوك ...». وفي نسخة طهران : «وإن تركتهم لا يتركوك ، وإن تهرب منهم يدركوك ...».
(٢) كذا هاهنا ، وفي الرواية الآتية : «فاقرضهم عرضك ليوم فقرك ...» وهو الظاهر.
(٣) وفي المحكي عن نسخة السماوي : «أنتم أول من يرد علي الحوض ...».
أقول : وبما أن التخالف والتنازع بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم صار بين المذكورين بالمؤاخاة كالشمس الضاحية فلا يمكن أن يقول لهم النبي : أنتم جميعا أول من يرد على الحوض ... إلا أن يحمل على أنهم جميعا يردون على حوضه ولكن يختلج دون النبي بعضهم فيقول النبي : يا رب أصحابي أصحابي! فيقال له : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك! إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري!
والحديث متواتر وهو مقطوع الصدور عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعلى كلا التقديرين لا يمكن القول بعظمة جميع المذكورين في حديث المؤاخاة أو نجاتهم ، ومحجة الشريعة واضحة نيرة ، وسيرة القوم ـ مع تلعب أنصارهم بها ـ غير غامضة ، والتغيير والتبديل من أكثرهم وركونهم إلى الدنيا وتركهم أوامر الله ووصايا رسول الله وراء ظهورهم في كثير من المقامات أمر جلي.
ثم أقول : إن لحديث زيد بن أبي أو فى مصادر أخر ، فقد أشار إليه خليفة بن خياط في ترجمة زيد من كتاب الطبقات : ج ١ ، ص ٢٤٢.
وأشار إليه أيضا ابن قانع في ترجمة زيد بن أبي أوفى من معجم الصحابة : ج ٤ / الورق ٤٤ / أ/ نقلا عن الحسين بن سليمان الداري عن نصر بن علي.
وأخرجه أيضا ابن عدى في ترجمة زيد من كتاب الكامل : ج ١ / الورق ٣٦٩ / عن البغوي عن حسين ابن محمد الذارع ، عن عبد المؤمن.
وذكره بطوله ـ ولكن لم يحضرني الآن كتاب الكامل كي ألاحظه ـ ثم قال :
وهذا قد رواه عن عبد المؤمن بن عباد أيضا نصر بن علي بطوله ، وأظن أنه قال : عن عبد الله بن شرحبيل عن رجل عن زيد بن أبي أوفى.
ثم قال ابن عدى : أنبأنا حاجب بن مالك بن دكين ، أنبأنا أحمد بن محمد الصيرفي حدثنا أبو سليمان الجوزجاني أنبأنا القاسم بن معن التنيسي أنبأنا إبراهيم التيمي عن سعد بن شرحبيل ، عن زيد بن أبي أوفى ـ أخي عبد الله بن أبي أوفى ـ قال : خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه ـ في حديث فيه : ـ فدعا عمارا فقال : تقتلك الفئة الباغية.
ثم قال ابن عدي : هكذا حدثناه حاجب مختصرا أو أظن انه كان عنده هذا الحديث بطوله.
وأبو سليمان الجوزجاني [هو] موسى بن سليمان صاحب محمد بن الحسن.
أقول : وفي الأحاديث التالية أيضا تجد للحديث مصادر وأسانيد.