والأرض القَرَاح : الطيِّبة التُّربة التي لا يَخْلِطُ ترابَها شيءٌ. ومن الباب : رجل قُرْحانٌ وقومٌ قُرْحانونَ ، إذا لم يُصِبْهم جُدَريٌّ ولا مرض. وهذا من الماء القَراح والأرضِ القَراح. والقِرْواحُ مثل القَراح. ويقال : القِرواح : الواسعةُ. وهو قريبٌ من الأوّل ، لأنّه تشوبها حُزُونة.
والأصل الثالث القريحة ، وهو أوّل ما يُستنبَطُ من البِئر ، ولذلك يقال : فلانٌ جيِّد القَريحة ؛ يراد به استنباط العِلم. ومنه اقْتَرَحَتِ الجَمَل : ركبتُه قبل أن يُرْكِب (١). واقتَرَحْتُ الشيءَ : استنبطتُه عن غير سَماعٍ.
ومما شذَّ عن هذه الأصولِ الثلاثة : القَارِح من الدَّوابِّ : ما انتهى سنُّه. قال الفرَّاء : قَرَح يَقْرُح قُرُوحاً ، من خيل قُرحٍ (٢). وكلُّ الأسنانِ بالألف ، مثل أَثْنَى وأرْبَعَ ، إلا قرَح.
ومن الشاذّ القُرحة : ما دون الغُرَّة من البياض بوجه الفَرَس. قال : وروضةٌ قَرْحَاء : في وسطها نورٌ أبيض. قال ذو الرُّمّة :
حَوّاءُ قَرحَاءُ أشراطيّةٌ وَكَفَتْ |
|
بها الذِّهابُ وحَفَّتْها البراعيم (٣) |
ويقولون : قَرَحَ فلانٌ فلاناً بالحقِّ ، إذا استقبَله به. وهذا ممكنٌ أن يكون من باب الإبدال ، والأصل قَرَعه. وممكنٌ أن يكون كأنَّه جرحه بذلك.
قرد القاف والراء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على تجمُّعٍ في شيءِ مع تقطُّع. من ذلك السحابُ القَرِد : المتقطِّع في أقطار السماء يركبُ بعضُه بعضاً.
__________________
(١) يركب ، من قولهم أركب أى حان له أن يركب. وضبط فى المجمل بفتح الكاف خطأ.
(٢) ويقال قرح أيضا بضم القاف وتشديد الراء المفتوحة.
(٣) ديوان ذى الرمة ٥٣ واللسان (قرح ، شرط ، ذهب). وقد سبق فى (ذهب).