وقد عاد عَذبُ الماءِ مِلحاً فزادنى |
|
على مَرضى أنْ أَملَحَ المشرَبُ العذبُ |
ومَلَحْتُ القدر : ألقَيْت مِلحَها بقَدَر. وأملَحتُها : أفسَدْتُها بالمِلح. ويقال مَلَّحت النّاقةَ تمليحاً ، إذا لم تَلقَح فعولِجَتْ داخِلَتُها بشيءٍ مالح. ومَلُح الشَّيءُ مَلاحةً ومِلْحا. والمُمَالَحة : المُواكلة. ثم يستعار المِلْح فيسمَّى الرَّضاع مِلْحًا. وقالت هَوَازِنُ لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم : «لو كُنَّا مَلَحْنا للحارث بن أبي شَمِر أو للنُّعمان بن المُنذِر لحَفِظ ذلك فينا». أرادوا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان مُسترضَعًا فيهم.
ويستعيرون ذلك للشَّحم يسمُّونه المِلْح. يقال أملَحْت القِدرَ : جعلتُ فيها شيئاً من شَحم. وعليه فُسِّر قوله :
لا تلُمْها إنَّها من نِسْوةٍ |
|
مِلحُها موضوعةٌ فوقَ الرُّكَبْ (١) |
هَمُّها السِّمَن والشّحم. والمُلْحة في الألوان : بياضٌ ، وربَّما خالَطَه سواد. ويقال كبشٌ أملَحُ. ويقال لبعضِ شُهور الشِّتاء مَلْحان ، لبياض ثلجه. والمَلْحاء : كَتيبةٌ كانت لآل المنذر.
والمَلّاح : صاحبُ السفينة ، قياسُه عندنا هذا ، لأنَّ ماءَ البَحرِ ملحٌ وقال ناسٌ : اشتقاقُهُ من المَلْحِ : سُرعة خَفَقان الطَّيرِ بجَناحَيه. قال :
__________________
(١) البيت لمسكين الدارمى فى اللسان (ملح ٤٣٩) والمخصص (١٧ : ٨). وورد بدون نسبة فيه (٤ : ١٤١ / ١٣ : ١٢٥). قال ابن سيده : «أنث ، فإما أن يكون جمع ملحة ، وإما أن يكون التأنيث فى الملح لغة». وقد اختلف اللغويون فى تفسير هذا البيت ، فقال بعضهم : إنه يقال للرجل الحديد الطبع : ملحه على ركبتيه. وقال : الأصمعى : هذه زنجبة ، والملح شحمها هنا ، وسمى الزنج فى أفخاذها. وقال ابن الأعرابى : هذه قليلة الوفاء ، والملح ها هنا يعنى الملح ـ أى الملح المعروف ـ يقال فلان ملحه على ركبتيه ، إذا كان قليل الوفاء.