المعنى أنّ ذلك كان مهيَّأ له مُعَدَّا. هذا قول الخليل. وذكر عن الشيبانى أن العِداد أن يجتمع القومُ فيُخرجَ كلُّ واحدٍ منهم نفقةً. فأمّا عِداد القوس فناسٌ (١) يقولون إنّه صوتُها ، هكذا يقولون مطلقاً. وأصحُّ [من] ذلك ما قاله ابنُ الأعرابىّ ، أنّ عداد القوس أن تنبِض بها ساعةً بعد ساعة. وهذا أقْيَس. قال الهذلىُ (٢) فى عِدادها :
وصفراءَ* من نبعٍ كأنَ عِدادَها |
|
مُزَعْزِعةٌ تُلقِى الثِّيَابَ حَطومُ |
فأمّا قول كُثَيِّر :
فدَع عنك سُعْدى إنّما تُسْعِفُ النَّوى |
|
عِدادَ الثُّرَيَّا مرَّةً ثم تأفُلُ (٣) |
فقال ابنُ السّكّيت : يقال : لقيتُ [فلاناً] عِداد الثُّرَيَّا القمر ، أى مرّةً فى الشّهر. وزعموا أنّ القمر ينزل بالثُّرَيَّا مرّةً فى الشّهر.
وأمّا مَعدُّ فقد ذكره ناسٌ فى هذا الباب ، كأنَّهم يجعلون الميم زائدة ، ويزنونه بِمَفْعَل ، وليس هذا عندنا كذا ، لأنَّ القياس لا يوجبه ، وهو عندنا فَعَلٌّ من الميم والعين والدال ، وقد ذكرناه فى موضعه من كتاب الميم.
عر العين والراء أصول صحيحة أربعة.
فالأول يدلُّ على لَطْخِ شىءٍ بغير طيّب ، وما أشبه ذلك ، والثانى يدلُّ على صوت ، والثالث يدلُّ على سموٍّ وارتفاع ، والرابع يدلُّ على معالجةِ شىء. وذلك بشرط أنّا لا نعدُّ النّباتَ ولا الأماكن فيما ينقاس من كلام العرب.
__________________
(١) فى الأصل : «قياس». وصوبته من مألوف عباراته.
(٢) هو ساعدة بن جؤية الهذلى ، من قصيدة فى ديوانه ٢٢٧.
(٣) سبق البيت بدون نسبة فى (أفل) برواية : «قران الثريا». وأنشده فى اللسان (عدد).