أقول لصاحبىَّ وقد هبطنا |
|
وخلّفنا المَعَارِض والهضايَا |
عرف العين والراء والفاء أصلان صحيحان ، يدلُّ أحدُهما على تتابُع الشىء متَّصلا بعضُه ببعض ، والآخر على السكون والطُّمَأنينة.
فالأوّل العُرْف : عُرْف الفَرَس. وسمِّى بذلك لتتابُع الشَّعر عليه. ويقال : جاءَت القَطا عُرْفاً عُرْفاً ، أى بعضُها خَلْفَ بعض.
ومن الباب : العُرْفة وجمعها عُرَف ، وهى أرضٌ منقادة مرتفِعة بين سَهْلتين تنبت ، كأنّها عُرف فَرَس. ومن الشِّعر فى ذلك (١) ...
والأصل الآخر المَعرِفة والعِرفان. تقول : عَرَف فلانٌ فلاناً عِرفاناً ومَعرِفة. وهذا أمر معروف. وهذا يدلُّ على ما قلناه من سُكونه إليه ، لأنَّ مَن أنكر شيئاً توحَّشَ منه ونَبَا عنْه.
ومن الباب العَرْف ، وهى الرَّائحة الطيِّبة. وهى القياس ، لأنَّ النَّفس تسكُن إليها. يقال : ما أطيَبَ عَرْفَه. قال الله سبحانه وتعالى : (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ) ، أى طيَّبَها. قال :
إلا رُبَّ يومٍ قد لَهَوْتُ ولَيْلَةٍ |
|
بواضحةِ الخدّين طيِّبة العَرْفِ |
والعُرْف : المعروف ، وسمِّى بذلك لأنَّ النفوس تسكُن إليه. قال النابغة :
أبَى اللهُ إلَّا عدلَه ووفاءَه |
|
فلا النُّكْرُ معروفٌ ولا العُرْف ضائعُ (٢) |
__________________
(١) بعده بياض فى الأصل.
(٢) ديوان النابغة ٥٦.