أعجميَّة ؛ لأنَّها لا تدلُّ على شىء. فإن كان هذا أراد فله وجه ، وإلّا فما أدرى أىَّ شىء أرَادَ بالأعجميَّة والذى عندنا فى ذلك أنّه أُريد بحروف المُعجَم حُروفُ الخطِّ المُعْجَم ، وهو الخطُّ العربىّ ، لأنَّا لا نعلم خَطًّا من الخطوط يُعْجَم هذا الإعجامَ حتَّى يدلّ على المعانى الكثيرة. فأمَّا أنّه إعجام (١) الخطِّ بالأشكالِ فهو عندنا يدخل فى باب العضِّ على الشَّىء لأنّه فيه ، فسمى إعجاماً لأنّه تأثيرٌ فيه يدلُّ على المعْنى.
فأمّا قولُ القائل :
يريدُ أن يعرِبَه فيُعجِمُه (٢)
فإنّما هو من الباب الذى ذكرناه. ومعناه : يريد أن يُبِين عنه فلا يقدرُ على ذلك ، فيأتى به غيرَ فصيح دالّ على المعنى. وليس ذلك من إعجام الخطِّ فى شىء.
عجن العين والجيم والنون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اكتناز شىءٍ ليِّنٍ غير صُلب. من ذلك العَجَن ، وهو اكتناز لحمِ ضَرْع النّاقة ، وكذلك من البَقَر والشّاء. تقول : إنّها عَجْناء بيِّنة العَجَن. ولقد عَجِنَتْ تَعْجَنُ عَجَناً. والمتَعجِّن من الإبل : المكتنز سِمَناً ، كأنّه لحمٌ بلا عَظْم.
ومن الباب : عَجَن الخبَّازُ العجِينَ يَعجِنه عَجْناً. وممّا يقرُب من هذا قولُهم
__________________
(١) فى الأصل : «فأما له عجام».
(٢) نسب إلى رؤبة فى اللسان (عجم). وانظر ملحقات ديوانه ١٨٦. لكن نسب إلى الحطيئة فى العمدة (١ : ٧٤). والرجز فى ديوان الحطيئة ١١١.