كأنَّهم عيونُهم التى بها ينظرون (١) ، وكذلك الإخوة ، قال الخليل : تقول لكلِّ إخوةٍ يكونون لأبٍ وأُمٍّ ولهم إخوةٌ من أمّهات شتّى : هؤلاء أعيانُ إخوتهم. وهذا أيضاً مقيسٌ على ما ذكرناه. وعِينَةُ كلِّ شىءٍ : خيارُه ، يستوى فيه الذكر والأنثى ، كما يقال هذا عَيْنُ الشىء وعِينَتُه ، أى أجودُه ؛ لأن أصفَى ما فى وجه الإنسان عينُه.
ومن الباب : ابنا عِيَانٍ : خطَّانِ يخُطُّهما الزاجر ويقول : ابنَىْ عِيان ، أسرِعا البيان! كأنّه بهما ينظر إلى ما يريد أنْ يعلمَه. وقال الرّاعى يصف قِدْحاً :
جَرَى ابنا عِيانٍ بالشِّوَاء المُضَهَّبِ (٢)
ويقال : نظَرَت البلادُ بعينٍ أو بعينَين ، إذا طَلَعَ النّبتُ. وكلُّ هذا محمولٌ واستعارةٌ وتشبيه. قال الشاعر :
إذا نظرتْ بِلادُ بنى نُميرٍ |
|
بعَينٍ أو بلادُ بنى صُبَاحِ (٣) |
رميناهُمْ بكلِّ أقَبَّ نَهْدٍ |
|
وفتيانٍ العَشِيَّة والصّباحِ (٤) |
ومن الباب : العَين ، وهو المال العَتِيد الحاضر ؛ يقال هو عَينٌ غير دَين ، أى هو مال حاضرٌ تراه العيونُ. وعينُ الشَّىء : نفسُه. تقول : خذ دِرْهمَك بعينه ،
__________________
(١) فى الأصل : «ما ينطرون».
(٢) صدره كما فى اللسان (عين) :
وأصفر عطاف إذا راح ربه
(٣) أنشدهما الزمخشرى فى أساس البلاغة (عين) ، وقال : «نظرت الأرض بعين أو بعينين» إذا طلع بارض ترعاه الماشية بغير استمكان».
(٤) فسره الزمخشرى بقوله : «أى القرى والغارة».