ويقال أعلَ القومُ ، إذا شربت إبلُهم عَلَلا. قال ابنُ الأعرابىّ : فى المثل : «ما زيارتُك إيّانا إلَّا سَوْمَ عالَّة» أى مثل الإبل التى تَعُلّ. و «عَرَض عليه سَوْم عالّة». وإنّما قيل هذا لأنها إذا كرَّرَ عليها الشُّرْب كان أقلَّ لشُربها الثانى.
ومن هذا الباب العُلَالة ، وهى بقيّة اللَّبن. وبقيّةُ كلِّ شىء عُلالة ، حتى يقالُ لبقيّة جَرى الفرس عُلالة. قال :
إلّا عُلالة أو بُدَا |
|
هةَ قارحٍ نهدِ الجُزارَه (١) |
وهذا كلُّه من القياس الأول ؛ لأنَّ تلك البقيَّة يُعاد عليها بالحلب. ولذلك يقولون : عالَلْتُ النّاقة ، إذا حَلبتها ثم رفَقت بها ساعةً لتُفِيق ، ثم حلبتها ، فتلك المُعَالّة والعِلَال. واسم اللَّبن العُلالة. ويقال إنّ عُلالةَ السِّير أن تظنَّ الناقةَ قد ونت فتضربَها تستحثُّها فى السَّير. يقال ناقةٌ كريمة العُلالة. وربما قالوا للرّجُل يُمدح بالسَّخاء : هو كريم العُلالة ، والمعنى أنَّه يكرِّر العطاءَ على باقى حالِه. قال :
فإلَّا تكنْ عُقبَي فإنَ عُلَالةً |
|
على الجهد من ولد الزّناد هَضومُ |
وقال منظور بن مَرثد (٢) فى تعالِ النّاقة فى السَّير :
وقد تعاللتُ ذَمِيل العَنْسِ |
|
بالسَّوط فى ديمومةٍ كالتُّرْسِ |
والأصل الآخَر : العائق يعوق. قال الخليل : العِلّة حدَّثٌ يَشغَلُ صاحبَه عن وجهه. ويقال اعتلَّه عن كذا ، أى اعتاقه. قال :
__________________
(١) سبق تخريج البيت فى (بده).
(٢) فى الحيوان (٣ : ٧٤ ، ٣٦٣) أن الرجز لدكين ، أو لأبى محمد الفقعسى.