وقالت : متى يبخل عليك ويعتلل |
|
يسرك وإن يكشف غرامك تدرب (١) |
تبصّر خليلي هل ترى من ظعائن |
|
سؤالك نقبا بين حزمي شعبعب |
ومنها :
وقد أغتدي والطّير في وكناتها |
|
وماء النّدى يجري على كلّ مذنب |
بمنجرد قيد الأوابد لاحه |
|
طراد الهوادي كلّ شأو مغرّب |
الى أن قال :
فعادى عداء بين ثور ونعجة |
|
وبين شبوب كالقضيمة قرهب |
ومنها :
كأنّ عيون الوحش حول خبائنا |
|
وأرجلنا الجزع الّذي لم يثقّب |
قال الأصمعي (٢) : لما هرب امرؤ القيس من المنذر بن ماء السماء صار إلى جبلي طيء : أجار وسلمى ، فأجاروه ، فتزوّج بها أمّ جندب ، فبينما هو ذات ليلة نائم معها إذ قالت له : قم فقد أصبحت! فلم يقم ، فكرّرت عليه ، فقام ، فوجد الفجر لم يطلع بعد ، فقال لها : ما حملك على صنعت؟ فسكتت ، فألحّ عليها ، فقالت : حملني على ذلك أنك ثقيل الصدر ، خفيف العجز ، سريع الهراقة ، بطيء الافاقة. فعرف من نفسه تصديق قولها ، فسكت عنها. فلما أصبح أتاه علقمة بن عبدة التميميّ وهو قاعد في الخيمة وخلفه أم جندب ، فتذاكرا الشعر ، فقال امرؤ القيس : أنا أشعر منك ، وقال علقمة : بل أنا أشعر منك! فقال : قل وأقول ، وتحاكما إلى أم جندب. فقال امرؤ القيس هذه القصيدة. وقال علقمة قصيدته التي أوّلها :
__________________
(١) في ديوانه ٤٢ و ٣٨٢ :
(يسؤك) و (تسؤك) و (يشقك).
(٢) الخبر في في ديوانه ـ مقدمة القصيدة عن الأصمعيّ. وانظر الشعراء ١٧٠ و ١٧٢.