والبهكنة : التامة الخلق الحديثة السن. ويقال : البيضاء ، تقدم تفسيره. والمعمّد : المرفوع بالعماد. وهذه تمام الخصال الثلاث. يقول : لو لا هذه الثلاث لم أبال أي وقت جاءني الموت ، وهي شرب الخمر والحرب والتمتع بالنساء. قوله : يعتام : بعين مهملة ، أي ينتقي ويختار. وعقيلة كل شيء : كريمته وخياره. ويقال للمرأة الخيرة العفيفة : هي عقيلة قومها. والفاحش : السيء الخلق. والمتشدّد : المتمسك. والمضاضة : ألم المصيبة. والضرب : الخفيف اللحم (١). والمتوقد : الزكي الخفيف الروح. والخشاش : الخفيف غير البليد ، وأراد خفة الرجولية والصرامة ، لا خفة العجلة والطيش. وإنما قال : كرأس الحية ، لأنها فيما يقال شديدة التيقظ. وقيل : الضّرب : الصلب الخشن الثابت في الأمور. ويقال : كل خشاش في الكلام مكسور الأخشاش ، الطير. وانعيني : اندبيني. والجيب : القميص. وقد أوردت الفقهاء هذا البيت ممثلين به للنوح الذي يعذب عليه الميت لإيصائه به. وتبع : بمعنى تشتر. والبتات : بموحدة ومثناتين ، الزاد والمتاع. وقوله : (ستبدي لك الأيام ... البيت) هو من الأبيات التي اشتهرت وصارت مثلا شائعا (٢).
وأخرج أحمد في مسنده بسند صحيح عن عائشة قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا استراب الخبر تمثل ببيت طرفة :
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
وأخرج البزار والطبراني عن ابن عباس قال (٣) :كان النبي صلىاللهعليهوسلم يتمثل من الأشعار :
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : بلغني أن عائشة سئلت : هل كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتمثل بشيء من الشعر؟ فقالت : لا. إلا البيت طرفة :
ستبدي لك الأيّام ما كنت جاهلا |
|
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد |
__________________
(١) وكذا (الجعد) كما في رواية شرح القصائد العشر ص ٢١٢
(٢) انظر ص ٢٦٨ و ٢٧١
(٣) انظر معجم الشعراء ٦ والشعراء ١٤١