وهذا الكتاب قد
طبع للمرة الاولى بالمطبعة البهية بالقاهرة سنة ١٣٢٢ ه
وقام على نشره
المرحوم أمين افندي الخانجي بتصحيحات العالم العلامة الشيخ محمد أمين الشنقيطي بن
التلاميد التركزي وقد حافظنا على هذه التصحيحات مع تعليقاته لما فيها من بعد نظر
وفائدة كبيرة تدل على ما لهذا الرجل الكبير من علم وذكاء وعبقرية كما هو واضح من
الاطلاع عليها ، وللشيخ تعليقات كثيرة على أكثر كتب الأدب والشعر واللغة كانت
منارا لمن أتى من بعده.
وأما عملنا نحن
في هذا الكتاب فلم يعد الترتيب والتبويب واصلاح اخطاء الطبعة السابقة مع تقويم
اعوجاجها ان أمكن ، كما أحلنا إلى المراجع التي استند اليها السيوطي كدواوين
الشعراء وكتب الأدب والمعجمات اللغوية ، مع تكملة مالا بد من تكملته من عبارة أو
قول أو شعر وتحقيق ما يمكن تحقيقه. وقد رأينا ان هناك كثيرا من الالفاظ في حاجة
الى شرح لغرابتها أو ندرتها فأثبتنا ذلك تعليقا بحواشي الكتاب مستفيدين في ذلك من
امهات كتب اللغة والادب والتي أشار الى أكثرها السيوطي في نقوله.
راجين بهذا
العمل ان نكون قد أدينا بعض الواجب تجاه لغتنا الشريفة فان نكن أحسنا فحسب والا
فاننا نتمثل بقول الشاعر :
كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
الامام السيوطي :
هو الامام جلال
الدين عبد الرحمن بن الكمال بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناظر الدين
محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ
همام الدين الخضيري الاسيوطي.
هذا نسبه كما
ذكره هو عن نفسه في كتابه حسن المحاضرة ٢ / ١٤٠ ، ولد مستهل رجب سنة تسع واربعين
وثمانماية بأسيوط ، فنشأ يتيما وحفظ القرآن وهو دون ثمان سنين ، وتتلمذ على الشيخ
شهاب الدين الشارمساجي ثم من بعده ولده ، وعلى شيخ الاسلام شرف الدين المناوي وتقي
الدين الشبلي الحنفي ومحي الدين الكافيجي والشيخ سيف الدين الحنفي وغيرهم.
ظل السيوطي
طوال عمره مشتغلا بالتدريس والفتيا ، متفرغا للعلم والتأليف ، وبلغت كتبه ثلاثماية
كتاب في التفسير والقراءات والحديث والفقه والاجزاء المفردة والعربية والأداب ،
كما ذكر في حسن المحاضرة ، وعد له بروكلمان ٤١٥ مصنفا بين كتب كثيرة ورسائل ومقامات
، وقد طبع منها اكثرها وهو مما يدل على علمه الغزير ، وسعة اطلاعه وصبره وجلده على
التأليف مع عفة نفسه وعلو قدره.