يذكّرن ذا البثّ الحزين ببثّه |
|
إذا حنّت الأولى سجعن لها معا |
إذا شارف منهنّ قامت فرجّعت |
|
حنينا فأبكى شجوها البرك أجمعا |
بأوجد منّي يوم فارقت مالكا |
|
وقام به النّاعي الرّفيع فأسمعا |
إلى أن قال :
لعلّك يوما أن تلمّ ملمّة |
|
عليك من اللّائي يدعنك أجدعا |
قوله : (غير مبطان العشيّات). قال في الكامل (١) : يقول : كان لا يأكل في آخر نهاره انتظارا للضيف ، ويروى أن عمر بن الخطاب سأله : أكذبت في شيء مما قلته لأخيك؟ فإنك ذكرت خصالا قلّ ما تكون في الرجال ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما كذبت في حرف واحد ، إلا إني أعلم أنّ خصلة واحدة قد قلتها ، قال : وما هي؟ قال : قلت : غير مبطان العشيات. وقد علمت أنه كان له بطن ، فقال عمر : إن هذه لخصلة يسيرة فيما يقول الشعراء. ذكره أبو عبيدة في مقاتل الفرسان. والأروع : ذو الروعة والهيبة. وجذيمة : هو الأبرش ، كان ملكا ، وهو أوّل من أوقد بالشّمع نصب المجانيق للحرب. وندماه مالك وعقيل يضرب بهما المثل لطول ما نادماه حتى قال أبو خراش (٢) :
ألم تعلمي أن قد تفرّق قبلنا |
|
خليلا صفاء : مالك وعقيل |
قوله : (وما وجد اظآر) ، استشهد به الفارسي على أن الظئر مؤنث ، لقوله : ثلاث. وعلى ان الظئر يكون من الابل لأنه وصف في البيت نوقا فقدت أولادها في حال صغر فأقبلن على الحنين. وقال المبرد في الكامل (٣) : اظآر : جمع
__________________
(١) ص ١٢٤١
(٢) انظر الكامل ١٢٤٠
(٣) ص ١٢٣٩