وقبل هذا البيت (١) :
ولقد علمت سوى الّذي نبّأتني |
|
أنّ السّبيل سبيل ذي الأعواد |
وبعده :
لن يرضيا منّي وفاء رهينة |
|
من دون نفسي ، طارفي وتلادي |
ماذا أؤمّل بعد آل محرّق |
|
تركوا منازلهم وبعد إياد |
جرت الرّياح على محلّ ديارهم |
|
فكأنّما كانوا على ميعاد |
ومنها :
أين الّذين بنوا فطال بناؤهم |
|
وتمتّعوا بالأهل والأولاد |
فإذا النّعيم وكلّ ما يلهى به |
|
يوما يصير إلى بلى ونفاد |
وآخرها :
فإذا وذلك لا نفاد لذكره |
|
والدّهر يعقب صالحا بفساد |
قال التبريزي : الخلي : الخالي من الهموم. وما أحس ، أي ما أجد. وذو الاعواد : جد أكثم بن صيفي كان من أعز أهل زمانه ، فاتخذت له قبة على سرير فلم يكن يأتيها خائف إلا من ، ولا ذليل إلا أعز ، ولا جائع إلا أشبع. يقول : لو أغفل الموت أحدا لأغفل ذا الأعواد ، وإني لميت مثله. ويقال : إنه أراد بذي الأعواد الميت لأنه حمل على السرير. قوله : (يوفي المخارم) (٢) المخرم ، منقطع أنف الجبل ، يريد أن المنية والحتوف ترقبه وتستشرفه ، وعنى بسواده شخصه. قوله : (ان يرضيا مني) يريد
__________________
(١) أي بيت الشاهد.
(٢) وذلك في رواية الشاهد : (يوفي المخارم يرقبان سوادي) كما في المفضليات.